ستكون زيارة رئيس الوزراء الاسباني الجديد الى الرباط فرصة"لتحسين العلاقات الاقتصادية"ول"فتح ملفات الاستثمارات المتبادلة والعمل والصيد البحري"اضافة الى التعاون في مجال مكافحة الارهاب ووضع المغرب داخل الاتحاد الاوروبي. قال مصدر في الحزب الاشتراكي الاسباني امس ان رئيس الحزب خوسيه لويس ثباتيرو، الذي سيرأس الحكومة الجديدة سيقوم بأول زيارة خارجية الى المغرب الشهر المقبل"للتأكيد على متانة العلاقات الاسبانية - المغربية وزيادة التعاون بين البلدين في كل المجالات". واضاف المصدر ان"تحسين العلاقات مع الرباط وباريس وبرلين تشكل اولوية للحكومة الاشتراكية المقبلة التي تراهن على تعزيز تعاونها مع جيرانها في الشمال والجنوب وبناء علاقات قوية داخل الاتحاد الاوروبي ومعاودة النظر في المواقف الدولية ومنها سحب الجنود الاسبان من العراق بحلول الصيف المقبل". واجرى ثباتيرو اتصالاً هاتفياً مع الملك محمد السادس"ليشكره على مشاعر التضامن التي ابداها المغرب مع الشعب الاسباني في محنته"وأبلغه استعداد مدريد لفتح علاقات جديدة مع الرباط قائمة على المصالح المشتركة. وقللت المصادر الاسبانية من احتمال تأثير تداعيات الهجمات على قطارات مدريد في 11 اذار مارس الجاري، التي خلفت نحو 201 قتيل و1500 جريح، في وضعية المهاجرين المغاربة في اسبانيا المقدر عددهم بمئات الالاف. وقال المصدر:"تم ابلاغ الجمعيات المغربية في اسبانيا بان الحكومة الجديدة عازمة على الحفاظ على مصالحها وعدم تعرض الجالية لاي رد فعل انتقامي". وكانت الجمعيات اعربت في رسائل الى مسؤولين محليين عن مخاوفها من ردود فعل غير محسوبة قد تطال الافراد وممتلكاتهم في اسبانيا كما حدث في اقليم اخيديو قبل عامين. استثمارات وتُقدر الاستثمارات المغربية في اسبانيا باكثر من 6 بلايين دولار غالبيتها مؤسسات تجارية صغيرة ومتوسطة وورشات اعمال ومطاعم وفنادق ومنازل صيفية واستراحات. وجرت العادة ان يتملك الاشخاص الاثرياء وحتى بعض ابناء الطبقات الوسطى منازل ثانوية في اسبانيا خصوصاً في اقليم الاندلس في حين يزور المغرب سنوياً حوالى مليون سائح اسباني. وقالت مصادر مغربية ل"الحياة"ان حجم الاستثمارات الاسبانية في المغرب بلغ بين 1997 و2002 اكثر من خمسة بلايين دولار جعلت اسبانيا في المرتبة الخامسة في ترتيب المستثمرين الاجانب وراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وهمت تلك الاستثمارات قطاع الصناعة والمصارف والاتصالات والخدمات والسياحة. واشارت المصادر الى ان اسبانيا تملك 996 شركة في المغرب 27 في المئة منها موجودة في اقليم طنجة - تطوان على البحر الابيض المتوسط. وتملك شركة"تيلفونيكا"الشبكة الثانية للهاتف النقال عبر فرعها"ميديتيل". وباتت مدريد مقتنعة ان خلافها مع الرباط في الاعوام الماضية افقدها مشاريع اقتصادية ضخمة في المغرب وعزز الحضور الفرنسي والاميركي على حسابها. وتراهن الحكومة الاسبانية الجديدة على امكان اقناع الرباط بمعاودة السماح للبواخر الاندلسية بالصيد في المياه والسواحل المغربية على غرار الترخيص الاستثنائي الذي منح لبواخر اقليم غالسيا الذي كان تعرض لكارثة بيئية بسبب غرق ناقلة نقط قبل عامين. واشارت المصادر الى ان قضية الصيد البحري التي سممت العلاقات مع الحكومة الاسبانية السابقة قد تكون مفتاحاً لعهد جديد بين الرباطومدريد قد تستغلها الحكومة الجديدة لاقناع الرأي العام بالاخطاء التي ارتكبتها ادارة خوسيه ماريا اثنار تجاه المغرب والاثار التي تكبدتها اسبانيا جراء ذلك ومنها ابعاد شركات اسبانية من مشاريع البنى التحتية التي باشرتها المغرب خصوصاً مشروع ميناء طنجة اليورومتوسطي الذي تُقدر كلفته بنحو 1.3 بليون دولار الذي فازت به شركة"بويغ"الفرنسية للبناء . وحسب المصادر فان زيارة ثباتيرو المقبلة"ستكون فرصة لفتح كل الملفات ومنها موضوع الهجرة ووضع المغرب داخل الاتحاد الاوروبي وقضية رسم الحدود البحرية الجنوبية مع استبعاد اثارة ملف سبتة ومليلية بسبب حساسيته للطرفين". وقال محللون:"اذا ابدى المغرب مرونة في قضية الصيد البحري ستبدي اسبانيا مرونة مماثلة في مجال قضية الهجرة التي ترغب الرباط ان تكون جزءاً من حل اوروبي للتغلب على معضلة البطالة التي تطاول 22 في المئة من الشباب في المدن المغربية".