اضطر الأمير هاري النجل الاصغر لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا، إلى تقديم اعتذار علني عن ارتدائه بزة ضابط نازي خلال حفلة تنكرية في منزل أحد اصدقائه. وجاء ذلك في ظل عاصفة من الاستنكارات في الأوساط اليهودية، بعد نشر صورة له في تلك البزة على صدر الصفحة الاولى لصحيفة"ذي صن"الشعبية الواسعة الانتشار، مع عنوان رئيسي هو:"شباب هتلر وهاري النازي". وصدر عن قصر باكنغهام الملكي بيان للأمير هاري 20 عاماً قال فيه:"إنني آسف جداً إذا كنت أسأت إلى أحد"، ووصف الحادث بأنه مجرد"اختيار سيىء للملابس". وأشارت أوساط العائلة المالكة إلى أن الحفلة التنكرية أقيمت في رأس السنة تحت شعار:"سكان أصليون ومستعمرون". وتركزت الانتقادات في الأوساط اليهودية والمؤيدين لها في بريطانيا، على أن هاري وضع على ذراعه إشارة الصليب المعقوف النازية، في حين أنه تلميذ ضابط في كلية ساندهيرست العسكرية المرموقة. كما يأتي الحادث عشية حفلة تقيمها الملكة اليزابيث الثانية في 27 الشهر الجاري، لتكريم الناجين من معسكرات التعذيب النازية، قبل أن تمثل بلادها في إحياء ذكرى المحرقة البولندية. واعتبر روبرت روزيت المسؤول عن"ياد فاشيم"النصب التذكاري الذي أقيم لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، أن أفعال الأمير هاري"تفتقر إلى الحساسية وتحط من شأن تاريخ هذه المحارق". وقال:"عندما يرتدي أمير بريطاني زي جندي نازي في حفلة فإن هذا يشير إلى أن الدروس المستفادة من المحارق النازية لم تدخل في فهمه وضميره". ورأى الوزير السابق لشؤون القوات المسلحة دوج هندرسون أن الصورة تبين أن الامير هاري"لا يليق بكلية ساندهيرست"، و"ما كان ينبغي السماح له بدخول سلك الضباط في الجيش"البريطاني، في حين قال مايكل هاوارد زعيم حزب المحافظين المعارض وهو يهودي، انه شعر بالاستياء، وإن أشخاصاً كثيرين أحسوا بالإهانة. وفي وقت حرصت الحكومة البريطانية على إغلاق الجدل، بتصريح وزير التعليم تشارلز كلارك بأن الأمير الشاب"اعتذر ويتعين ترك الأمر عند هذا الحد"، سلط الحادث الضوء على سلوك هاري وعلى مدى"تهاون"والده معه، علماً أنه الثالث في ترتيب ورثة العرش البريطاني بعد شقيقه وليام. واكتسب هاري شهرة سيئة بعد اعترافه بتدخين الحشيش وشرب الخمر قبل بلوغه السن القانونية. وضجة في فرنسا في غضون ذلك، تفاعلت ضجة على الضفة الاخرى من قناة المانش، في ظل تصريحات لزعيم الجبهة الوطنية الفرنسية اليمين المتطرف جان ماري لوبن، خفف فيها من شأن الطابع اللاإنساني للاحتلال النازي لبلاده. وفي حديث إلى مجلة"ريفا رول"اليمينية المتطرفة، اعتبر لوبن الذي طالما اعتمد الاستفزاز وسيلة دعائية، أن"الاحتلال الألماني لم يكن لا إنسانياً". وشكك لوبن الذي سبق أن دين قضائياً عام 1987 بسبب وصفه غرف الغاز النازية بأنها"تفصيل من تفاصيل تاريخ الحرب العالمية الثانية"، بالمجزرة التي وقعت في بلدة أورادور سور غلان في 10 حزيران يونيو 1944، وسقط فيها 642 مدنياً برصاص القوات الألمانية. واعتبر أنه"لو كان الألمان أقدموا على إعدامات فورية مكثفة"في مناطق وجودهم المختلفة لما كان لزم الأمر إنشاء معسكرات اعتقال". ومما عزز وطأة الصدمة التي أثارتها تصريحاته، كونها أطلقت عشية الذكرى الستين لتحرير أسرى معتقل"أوشفيتز"، ما يوحي بأن الزعيم اليميني المتطرف، أراد العودة الى الأضواء معتمداً أسلوبه المفضل في الاثارة.