يشهد ملعب عثمان أحمد عثمان في القاهرة اليوم المباراة الاولى بين قطبي كرة القدم الافريقية مصر والكاميرون في تاريخهما في تصفيات كأس العالم 2006 ورغم السجل الحافل للبلدين في كل المسابقات الدولية إلا أنهما لم يلتقيا مطلقا في تصفيات المونديال. وتحمل الكاميرون السجل الأفضل افريقيا في كأس العالم، وشاركت في خمسة نهائيات في 20 عاماً رقم قياسي وغادرت اسبانيا في مشاركتها الأولى عام 1982 من دون هزيمة وكانت أول دولة افريقية تصل الى ربع النهائي في ايطاليا 1990 ولم تغب بعدها نهائياً عن المونديال. وتتصدر الكاميرون حاليا التصنيف الافريقي في قائمة "الفيفا" وتحتل المركز السادس عشر. ومصر تمتلك تاريخاً قديما ناصعاً لا يدعمه أي حاضر ايجابي، وشاركت في كأس العالم عام 1934 في ايطاليا وعادت الى النهائيات مجدداً عام 1990 في ايطاليا ايضاً، ولم تحقق أفضل من التعادل مع هولندا وايرلندا. والموقف بالغ الصعوبة للمصريين في مباراة اليوم بعدما تقهقر ترتيبهم الى المركز الرابع خلف الكاميرون وليبيا بعد فوزها أول من أمس على بنين 4-1 ولها سبع نقاط وساحل العاج ست نقاط، ورصيد "الفراعنة" اربع نقاط فقط من الفوز على السودان 3 - صفر في الخرطوم والخسارة من ساحل العاج 1-2 في الاسكندرية والتعادل 3-3 في بنين. والفوز هو الخيار الوحيد لمنتخب مصر للحفاظ على أمله الضعيف في المنافسة على بطاقة التأهل عن المجموعة الثالثة علماً بأن المباريات الباقية تشمل ثلاث رحلات خارجية بالغة الصعوبة الى ليبيا وساحل العاجوالكاميرون. المدير الفني لمنتخب مصر الايطالي ماركو تارديللي اضطر الى الاعتماد على مجموعة من اللاعبين المحليين والصاعدين لغياب الهدافين أحمد بلال وعبد الحليم علي وأحمد حسام والنجم حازم إمام وحسام غالي واسلام الشاطر. تارديللي يخصص المدافع بشير التابعي لمراقبة المهاجم الكاميروني الشهير صمويل ايتو كظله في المباراة، ويدفع بقلب الدفاع رامي عادل في مباراته الدولية الاولى الى مركز الظهير الايمن لمواجهة الجبهة اليسرى القوية التي ينطلق فيها اوليمبيه ودجيمبا ودومبيه. ويلعب المصريون بطريقة 1-2-4-3 بوجود عبد الواحد السيد في المرمى وأمامه عبد الظاهر السقا وبشير التابعي ورامي عادل وفي الوسط احمد فتحي وحسني عبد ربه ومحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب، وأمامهم محمد ابو تريكة امل المصريين في المباراة واحمد حسن ويبقى أسامة حسني رأس حربة، وهو لا يزيد على 168 سنتيمترا بينما يبلغ متوسط ارتفاع قامة مدافعي الكاميرون الثلاثة سونغ واتوبا وتشاتو اكثر من 190 سنتيمتراً. ورداً على الشائعات المتناثرة في مصر حول اقالة تارديللي في حال التعادل او الخسارة الليلة أعلن مجلس إدارة اتحاد الكرة كذب الشائعة، وأكد استمرار تارديللي مع المنتخب حتى نهائيات الأمم الافريقية المقبلة التي تنظمها مصر على ملاعبها في مطلع 2006. اصطحب المدير الفني الالماني لمنتخب الكاميرون فاينفريه شافر 18 لاعباً فقط الى القاهرة وهم المسموح بقيدهم في قائمة المباراة، وعندما سألته "الحياة" عن عدم وجود لاعب إضافي لتعويض أي حدث اضطراري رد قائلاً: "الاسود لا يعرفون الغياب ولا المرض، كلهم أقوى من الاحداث". حظي اللاعبان ايتو وجيريمي باهتمام إعلامي وشعبي زائد من الجماهير المصرية خلال وجودهما في الفندق او التدريب، واعتذر ايتو عن الادلاء بأي حديث صحافي قبل المباراة. الاتحاد الدولي اختار اكثر حكام افريقيا خبرة لإدارة المباراة، ليم كي تشونغ من موريشيوس الذي شارك في نهائيات كأس العالم 1994.