قاد العاجي ديدييه دروجبا مهاجم وهداف أولمبيك مرسيليا الفرنسي منتخب بلاده - الملقب بالأفيال - لتحقيق فوز يعد بمثابة الإنجاز في تاريخ كرة ساحل العاج عندما قهر منتخب مصر في عقر داره بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة المثيرة التي أقيمت مساء أول من أمس في المرحلة الثانية من تصفيات المجموعة الإفريقية الثالثة المؤهلة لكأس العالم 2006 في ألمانيا. صنع دروجبا الهدف الأول الذي سجله منتخب بلاده عن طريق هارونا دنداني، ثم سجل هدف النصر الغالي، بينما سجل هدف مصر الوحيد محمد أبو تريكة . الفوز هو الأول لأفيال ساحل العاج على منتخب الفراعنة في مصر على مدار تاريخ مواجهاتهما منذ عام 1970، وهو الثاني بعد مرور 14 عاماً على أول انتصار للأفيال على الفراعنة وكان في كأس الأمم الإفريقية في الجزائر عام 1990، والأهم أن هذا الانتصار منح الأفيال صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط بعد أن سبق لهم الفوز في المرحلة الأولى على ليبيا بهدفين نظيفين، في حين تراجع المنتخب المصري من القمة إلى المركز الثالث برصيد 3 نقاط من فوزه على السودان في الخرطوم 3-صفر، وأسود الكاميرون في المركز الثاني برصيد 4 نقاط من الفوز على بنين 1-2 في ياوندي والتعادل السلبي مع ليبيا. الهزيمة المخيبة للآمال جعلت الملايين من عشاق الكرة المصرية ينامون ليلة حزينة باكية بعد أن كانوا يمنون أنفسهم بانتصار جديد على يد المدير الفني الجديد الإيطالي ماركو تارديللي يقربهم من تحقيق بلوغ مونديال ألمانيا بعد غياب 16 عاماً. ويتحمّل عصام الحضري حارس مصر، وزميله المدافع المحترف في تركيا عبد الظاهر السقا، وحدهما المسؤولية، الحضري يتحمل كاملاً مسؤولية الهدف الأول بعد أن مرت عرضية دروجبا من تحت يديه لتجد هارونا المتابع، أما عبد الظاهر فقد أخفق في تشتيت الكرة التي سجل منها دروجبا الهدف الثاني، ولكن تارديللي رفض تحميلهما مسؤولية الخسارة. والحقيقة أن المنتخب المصري صادفه سوء حظ عاثر بعد أن ردت عارضة ساحل العاج هدفين الأول من كرة مدافع الأفيال ساريل الذي أخطأ في إبعاد الكرة، والثاني من رأسيه أبو تريكة، ولكن الحظ هو الذي أهدى الفراعنة هدفا من تسديدة عشوائية من أبو تريكة كان يقصد بها تمرير الكرة إلى أحد زملائه داخل منطقة الجزاء، ولكنها مرت من فوق رأس الجميع واحتضنت الشباك. صدم أكثر من 40 ألف متفرج مصري احتشدوا في مدرجات ستاد الإسكندرية بالانهيار الحاد في مستوى العديد من النجوم الذين كانوا يعلقون عليهم آمال الفوز وعلى رأسهم أبو تريكة، والمهاجم عبد الحليم علي اللذان قادا الفراعنة في المرحلة الأولى لتحقيق فوز كبير على السودان، ومعهم المدافع حسني عبد ربه، والمحترفان حسام غالي، وأحمد حسن، والحارس عصام الحضري، وعجز الفراعنة رغم تسيدهم زمام الأمور عن تحقيق الفوز، وكانت تغييرات تارديللي إيجابية ولكنها متأخرة جداً. وعقب الهزيمة بادر رئيس الاتحاد المصري عصام عبد المنعم بإعلانه عن تجديد الثقة في الجهاز الفني بقيادة تارديللي مؤكداً أن منتخب بلاده واجهه سوء حظ عاثر، كما أن المشوار ما زال طويلا، والأمل قائم في تحقيق الحلم. أمّا تارديللي فقد رفض حالة الإحباط التي سيطرت على الجميع خلال المؤتمر الصحافي، وعاد ليؤكد على كلام عبد المنعم بشأن أن الأماني ما زالت ممكنة ولكنه أكد أنه من الصعب عليه أن يصنع منتخباً قوياً في زمن قياسي ويطالبه الجميع بالتأهل للمونديال في الوقت الذي يفشل فيه المصريون عن تحقيق هذا الهدف في ظل وجود أوضاع خاطئة. واعترف المدير الفني للأفيال الفرنسي هنري ميشيل بأن الحظ سانده كثيراً، ولكن فريقه يستحق الفوز عن جدارة لأنه هاجم بقوة ولاحت له فرص عديدة للتهديف. وكان لاعبو ساحل العاج قد ارتدوا شارة سوداء أثناء خوض اللقاء حداداً على وفاة مساعد المدرب.