تعهدت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس باللجوء الى "كل الخيارات" من اجل اطلاق الأسرى الذين واصلوا أمس اضرابهم عن الطعام لليوم السادس على التوالي في سجون الاحتلال الاسرائيلي، في وقت حذر الاسير اللبناني سمير القنطار، في رسالة مهربة، من استغلال اسرائيل الإضراب ل"تصفية" أسرى قياديين ترغب في التخلص منهم. جاء ذلك في وقت استنكر المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله "الصمت الدولي"، خصوصاً الأميركي تجاه اضراب الاسرى، معتبراً ان "ذلك يدل على ان الفلسطيني لا قيمة لانسانيته في السياسة الغربية". هدد القيادي في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس نزار ريان الدولة العبرية أمس بخطف جنود اسرائيليين لاستبدالهم بالأسرى الفلسطينيين الذين واصلوا اضرابهم عن الطعام لليوم السادس على التوالي، لافتاً الى ان "كل الخيارات مفتوح أمام فصائلنا المجاهدة" ومن ضمنها خطف جنود اسرائيليين، وذلك على هامش تظاهرة نظمت في مخيم جباليا شمال قطاع غزة تضامناً مع الأسرى. واضاف ريان: "اما ان يطلقوا المعتقلين او سنخرجهم بطريقة اخرى"، موضحاً: "رسالتنا الى الشعب الفلسطيني والعالم أننا ثابتون وماضون الى حين الافراج عن كل الاسرى". واشار الى ان المعتقلين "يطالبون بحق الانسان في تنفس الهواء وهو حق طبيعي تمنعه اسرائيل". ويطالب الأسرى المضربون عن الطعام بتحسين ظروف اعتقالهم والسماح لهم باستخدام الهاتف والحديث مع الزائرين من دون حاجز زجاجي وإنهاء عمليات التفتيش المتعسفة. هنغبي: نستعد لاضراب يستمر أشهراً وشارك حوالى ثلاثة آلاف شخص في التظاهرة التي نظمتها "حماس"، وأحرق المتظاهرون علم اسرائيل ودمية على شكل وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي تساحي هنغبي الذي أكد مجدداً أن اسرائيل لن تقبل أياً من مطالب آلاف السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عنه قوله في أعقاب تقويمه لهذه الحركة مع المسؤولين في هيئة السجون الاسرائيلية الذين أطلعوه على عدد السجناء المضربين عن الطعام وحالاتهم الصحية، أن هيئة السجون تستعد لاحتمال امتداد الاضراب لشهور. وقال رداً على سؤال عما إذا كان ما زال مصراً على التصريحات التي أدلى بها الاسبوع الماضي عن استعداده لأن يستمر الاضراب حتى إذا مات المضربون عن الطعام: "لم يتغير رأيي". وقال ناطق باسم هيئة السجون الاسرائيلية إن حوالي ثلاثة آلاف من أصل 3800 من "السجناء الأمنيين" المعتقلين لأسباب تتعلق بمقاومة الاحتلال رفضوا تناول الطعام في اليوم السادس من اضرابهم. رسالة صوتية للقنطار وفي لبنان، تلقى المعتصمون في خيمة "الحرية" التي نصبت منذ 6 أيام أمام بيت الأممالمتحدة، رسالة صوتية من عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار هربت من سجنه في "هداريم". وشكر القنطار في رسالته وقفة المعتصمين، معتبراً "اننا امام محاولات متكررة لكسر روح الصمود فينا وتحويلنا الى كم مهمل لا حول لنا ولا قوة ينشد الخلاص الفردي، بأي ثمن، لكن هيهات ان يتحقق لهذا العدو ذلك"، مؤكداً أن "الأسرى مصرون على المواجهة حتى الاستشهاد". واعتبر ان تصريح الوزير "العنصري" تساحي هنغبي "أسهم في تصليب ارادة بعض المترددين، وجعل من صباح ال15 من آب اغسطس 2004 يوماً تاريخياً لن ينسى، إذ خاض الاضراب في يومه الأول 1500 أسير فلسطيني سياسي يقبعون في اربعة سجون اسرائيلية، هي "هداريم" و"نفحة" و"اوهالي كيدار" و"ايشل"، وانضم اليهم تباعاً جميع الاسرى، حتى المرضى ارادوا ان يضربوا عن الطعام لكن لجان الاضراب في السجون المختلفة منعتهم من ذلك خوفاً على حياتهم، ما جعل ادارة السجن تستغل هذه الفرصة وتصورهم في التلفزيون في محاولة لكسر حال التضامن معنا، لكنهم يعرفون أننا لن نأكل كسرة خبز واحدة حتى ولو أجبرونا على ذلك، حتى تحقيق مطالبنا". وحذر من "محاولات مديرية السجون لكسر اضرابنا وقمع خطواتنا النضالية بوسائل عنيفة تهدف الى تصفية بعض العناصر القيادية ومن هم موضوعون على لائحة التصفية من جانب اسرائيل بهدف التخلص منهم في ظل هذه الاجواء المضطربة وغير الواضحة، وهذا يستدعي اعلان حال الطوارئ لدى كل المؤسسات الانسانية والقانونية، كما اننا ندعو اعضاء الكنيست العرب الشرفاء الى الوقوف على هذا المخطط ومنعه. كما نتوجه الى القوى والاحزاب الوطنية والاسلامية للتحرك فلسطينياً وعربياً على صعيد المؤسسات الدولية لوقف هذه الهجمة". جاءت كلمة القنطار فيما نعى المعتصمون و"لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين في السجون الاسرائيلية" في الخيمة والدة يحيى سكاف التي غيبها الموت عن الاعتصام. ونفذت الاحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية اعتصاماً أمس أمام مركز "غوث اللاجئين الفلسطينيين" اونروا في تعلبايا في البقاع ألقيت خلاله كلمات شددت على ان "استمرار الأسرى في الاضراب سيرغم العدو على التراجع عن موافقه العدائية المستمرة". ورفع المعتصمون مذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان سلمت الى مدير مكتب "اونروا" محمد خالد، وتدعوه الى "الوقوف الى جانب اسرانا والتحرك السريع لإنهاء معاناتهم". وطالبته ب"اتخاذ موقف واضح ومعلن بإدانة الممارسات الارهابية والوحشية لسلطات الاحتلال الاسرائيلي". وكذلك نفذ اعتصام في مخيم الجليل في بعلبك، بدعوة من "الجبهة الديموقراطية". فضل الله يستنكر الصمت الدولي في هذا الاطار، استنكر المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله الصمت الدولي تجاه اضراب آلاف السجناء الفلسطينيين في اسرائيل عن الطعام، مشيداً بهذا التحرك. وقال فضل الله في خطبة الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية ان "الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية يواصلون اضرابهم عن الطعام... من دون أي موقف اميركي او اوروبي شاجب للممارسات الصهيونية"، مضيفاً ان "ذلك يدل على ان الانسان الفلسطيني لا قيمة لانسانيته في السياسة الغربية، خصوصاً الأميركية، بل الانسانية عندهم للصهيوني فحسب". كما أعرب المرجع الشيعي عن دعمه للخطوة التي اتخذها السجناء الفلسطينيون، احتجاجاً على ظروف اعتقالهم. وقال: "اننا معكم، قضيتكم هي قضيتنا، وموقفكم امتداد للصمود الشعبي في السجن الكبير".