سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجموعة ثانية من المعتقلين تلتحق بالمضربين الأربعاء المقبل وسط حملة تضامن واسعة معهم . سعدات ورفاقه في السجن ينضمون إلى اضراب الأسرى و"الأقصى" تحض على خطف جنود ومدنيين إسرائيليين
شرع نحو 1700 أسير فلسطيني وعربي أمس في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالهم المزرية، في وقت ينظم فيه الفلسطينيون أوسع حملة تضامن معهم في مدن الضفة والقطاع. في المقابل، أعلن الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات ورفاقه الأربعة المعتقلون في سجن تابع للسلطة الفلسطينية في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية تحت حراسة أميركية وإسرائيلية، أنهم سينضمون إلى الاضراب عن الطعام تضامناً مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب. واعتبر رئيس الوزراء أحمد قريع أبو علاء أن الافراج عن الأسرى والمعتقلين شرط لأي تسوية محتملة للقضية الفلسطينية، وأن أي تقدم في عملية السلام مرهون بالتقدم في هذا الملف المركزي والحساس، فيما حملت هيئة رئاسة المجلس التشريعي الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن صحة الأسرى وسلامتهم. وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين هشام عبدالرازق في مؤتمر صحافي في مدينة غزة ظهر أمس، أن 1700 أسير ومعتقل فلسطيني وعربي بدأوا اعتباراً من أمس اضراباً مفتوحاً عن الطعام تحت شعار "نعم للجوع ولا للركوع". وقال أمام حشد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية وأهالي الأسرى والناشطين في الدفاع عن قضيتهم، ان الاضراب يأتي احتجاجاً على الأوضاع السيئة التي يعيشونها، ولتلبية مطالبهم الإنسانية في ضمان ظروف معيشية أفضل في السجون. وأضاف ان الهدف من وراء عدم مشاركة جميع الأسرى والمعتقلين في الاضراب اعتباراً من أمس، جاء لاعطاء فرصة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي للحوار، والعمل من أجل وضع حلول لظروف الاعتقال السيئة. وأكد أنه في حال عدم استجابة سلطات الاحتلال لمطالب الأسرى والمعتقلين، فإن بقية الأسرى سيخوضون الاضراب عن الطعام في الأيام المقبلة، وليس اضراباً جزئياً كما ادعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لكسر شوكة الأسرى وتحطيم نفسياتهم وافشال اضرابهم. ومن المتوقع أن يلتحق نحو 1700 أسير آخر بالاضراب عن الطعام برفاقهم ال1700 الذين بدأوا أمس اضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجون "نفحة" الصحراوي و"شطة" و"هداريم" و"بئر السابع". وسيمنع عن الاضراب المرضى وكبار السن والأطفال. وقال عبدالرازق ان الإضراب عن الطعام دعوة إلى الحياة الكريمة وليس إلى الموت، لافتاً إلى أن الأسرى خاضوا هذه المعركة مرات لنيل حقوقهم ونجحوا في كثير من الأحيان في تحقيق مطالبهم بظروف أفضل داخل السجون. وخارج السجون والمعتقلات، شرع الفلسطينيون أمس في أوسع حملة تضامن مع الأسرى والمعتقلين لشد أزرهم واعطائهم دفعة قوية أمام صلف سلطات الاحتلال وتعنتها، والذي عبر عنه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساحي هنغبي بالقول: "فليضربوا عن الطعام حتى الموت". وشكلت الهيئة العليا للدفاع عن الأسرى التي تضم الجهات والفعاليات المختلفة، لجاناً مختصة للاشراف على فعاليات التضامن الشعبية والجماهيرية مع الأسرى التي بدأت أمس في المدن والقرى والمخيمات في الضفة وغزة من خلال اقامة خيام اعتصام وتنظيم مسيرات وتظاهرات وفعاليات مختلفة. وفي خطوة لافتة، قال سعدات في بيان أصدره أمس حصلت "الحياة" على نسخة منه: "اعتزمت ورفاقي المعتقلين في سجن أريحا الشروع في الاضراب عن الطعام يوم 18 الشهر الجاري، اليوم الذي ستلتحق به كل السجون والمعتقلات للاضراب، وسنحدد لاحقاً تواصلنا واسنادنا لانتفاضتهم". ودعا سعدات ورفاقه المعتقلون منذ أكثر من عامين، إلى تنظيم أوسع حملة إعلامية وقانونية وسياسية على المستوى الدولي لتجنيد غالبية في الأممالمتحدة تدين انتهاكات إسرائيل وتجاوزاتها لاتفاقات جنيف، خصوصاً اتفاقية جنيف الرابعة والزامها وقف استهتارها بالقانون الدولي والتعامل مع الأسرى كأسرى حرب. كما دعا الشعب الفلسطيني إلى "اسناد انتفاضة الأسرى"، وتنظيم فعاليات مناظرة على المستويين العربي والدولي، مطالباً ب"تنظيم فعاليات واعتصامات شعبية أمام السجون والمعتقلات الصهيونية من جماهير شعبنا وأمتنا في القدس والجزء المحتل من فلسطين عام 1948". قريع يدعم مطالب الأسرى من جهته، عبر قريع عن دعمه الكامل ل"مطالب الأسرى الشرعية، وفي مقدمها وقف سياسة العقاب الجماعي والقمع والإرهاب التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال وجيشه في حق الأسرى المناضلين وعائلاتهم". وندد في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء الرسمية "وفا" بتصريحات هنغبي "التي تعكس التوجه الإرهابي والقمع الواضح والعلني للحكومة الإسرائيلية، وتظهر استخفافاً غير مسبوق بكل الحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية وتعطي الضوء الأخضر لما يسمى إدارة السجون الإسرائيلية بارتكاب المزيد من الجرائم والتصفية وأعمال القمع والإرهاب في حق ابنائنا الأسرى". بدورها، دعت هيئة رئاسة المجلس التشريعي "البرلمانات الشقيقة والصديقة وجميع القوى المحبة للسلام والحرية"، إلى تشكيل حال ضاغطة دولية على الحكومة الإسرائيلية لوقف ممارساتها ووقف انتهاكها السافر للقانون الدولي والعمل على اطلاقهم، وعلى رأسهم النائبان مروان البرغوثي وحسام خضر والقادة والمناضلون عبدالرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وركاد سالم عضو المجلس المركزي للمنظمة، والشيخ القيادي السياسي في "حركة المقاومة الإسلامية" حماس حسن يوسف وغيرهم. "كتائب الأقصى" تدعو إلى خطف إسرائيليين ودعت "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات، إلى تنفيذ "عمليات نوعية واستشهادية والتركيز على خطف الجنود والمدنيين الإسرائيليين تضامناً مع المعتقلين الفلسطينيين الذين بدأوا اضراباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية". وقالت في بيان أصدرته أمس: "إن العدو الصهيوني يتحمل وحده مسؤولية العواقب الناتجة عن عدم اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين". وأضافت: "نؤكد من جديد دعوتنا لمقاتلينا على امتداد الوطن الحبيب بالمزيد من العمليات النوعية والاستشهادية والتركيز على خطف الجنود والإسرائيليين". وأصدرت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والهيئات والمنظمات والفعاليات ومنظمات المجتمع المدني بيانات عن قضية الأسرى تدعم فيها "خطوتهم النضالية" وتدعو الجماهير إلى تنظيم أوسع حملة تضامن معهم.