سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصلحة السجون تتحدث عن ابتكار أساليب جديدة في "الحرب النفسية" ضد المضربين عن الطعام . اضراب الأسرى الفلسطينيين في اسرائيل يبدأ غداً ووزير الأمن يتوعد : لن نفاوضهم ... فليموتوا جوعاً
"بامكان السجناء الأمنيين الفلسطينيين الاضراب عن الطعام يوماً أو شهراً أو من جهتي فليضربوا حتى الموت". بهذه الكلمات التي تنم عن غطرسة القوة والاستقواء، رد وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي تساحي هنغبي على اعلان آلاف السجناء والأسرى الأمنيين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية الاضراب المفتوح عن الطعام، ابتداء من يوم غد احتجاجاً على انتهاك ادارة السجون حقوقهم الأساسية وتصعيد الممارسات القمعية ضدهم. وقال هنغبي خلال مؤتمر صحافي عقده بعيد لقائه مدير مصلحة السجون وقادة الأجهزة الأمنية "لتقويم الأوضاع عشية الاضراب" انه خلافاً للماضي فإن اسرائيل لن تجري أي مفاوضات مع السجناء لوقف اضرابهم "ومن ناحيتي فليموتوا جوعاً"، مضيفاً ان السجناء يحاولون خلق ضغط دولي على اسرائيل لتغير سياستها "لكننا لن نحيد قيد أنملة عن السياسة المتبعة في السجون الرامية الى احباط العمليات التخريبية التي يتم التخطيط لها وراء القضبان". واتهم "حماس" و"الجهاد" بقيادة التحرك. من جهته، هدد قائد مصلحة السجون السجناء بحرمانهم حتى من مشاهدة التلفاز أو الاستماع الى الراديو ومنع شامل لزيارات الأقارب، مضيفاً ان سلطات السجن اتخذت التدابير كافة لمواجهة الاضراب. والجديد ان هذه التدابير، وفقاً لمصادر صحافية اسرائيلية، تشمل أساساً حرباً نفسية ضد السجناء لكسر اضرابهم. وتفتقت أذهان المسؤولين عن السجون عن ابتكار "أساليب جديدة" تعتمد على "الرائحة". اذ يعتزم السجانون اقامة "حفلات شواء" مساء كل يوم تنبعث منها رائحة اللحوم المشوبة لإثارة شهية المضربين والقيام بالتجوال بين السجناء حاملين الفلافل وأطعمة أخرى ذات الروائح الشهية "أمام أعين السجناء الجائعة"، هذا فضلاً عن الأسلوب المعهود ببث اشاعات مختلفة لتفتيت وحدة السجناء مثل الزعم بأن بعضهم توقف عن الاضراب. وسوّغ مسؤول في ادارة السجون الاجراءات التعسفية هذه بالقول انه "في الحرب كما في الحرب. كل شيء مباح. ثمة طرق كثيرة لكسر الاضراب". رسالة الأسرى الى عرفات وناشد الاسرى في رسالة تسلمها نادي الأسير الفلسطيني امس الرئيس ياسر عرفات "الوقوف معهم وإسنادهم ودعمهم وحمايتهم في هذه المرحلة القاسية من الصراع ضد مصلحة السجون الإسرائيلية". وقالوا في رسالتهم التي تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منها: "ضاقت بنا السبل وبلغ القهر درجة لا تحتمله اجسادنا ولا كرامتنا، ولهذا فاننا عزمنا عزم الثوار لخوض هذه المعركة واقفين دون ركوع، وهي معركة الحق فلا يمكن الصمت على حياة الذل والقهر والقمع ولا يمكن الصمت على ما نراه ونعانيه يوميا من قتل بطيء لنا وحينها سنختار الشهادة". واكد نادي الأسير ان "الاضراب سيبدأ بين 15 و18 الشهر الجاري حيث ستعلن في البداية كل من سجون بئر السبع ونفحة وهداريم وشطة، الإضراب على ان تلحق بهم السجون الأخرى بعد ثلاثة ايام". واشار نادي الاسير الى "تشكيل لجنة طوارئ عامة في السجون ستكون مشرفة على الاضراب ومتابعة التطورات التي من الممكن ان تنجم عنه، وتتكون اللجنة من عدد من الاسرى في السجون وقامت اخيرا بتعميم المطالب التي من اجلها سيعلن الإضراب". ويطالب الاسرى "بوقف سياسة التفتيش العاري والمذل، ووقف سياسة الغرامات المالية، وانهاء سياسة القمع والاعتداء على الأسرى، ووقف سياسة اقتحام الغرف، والسماح بزيارة ذوي الاسرى وازالة الالواح الزجاجية عن غرف الزيارات" و"تحسين العلاج الطبي للجرحى والمرضى واجراء العمليات الجراحية لمن يحتاج منهم، والسماح للاشقاء الأسرى بالوجود معا، والسماح بالاتصال الهاتفي مع الأهل مرة كل شهر". كما يطالب الاسرى "بتحسين الخدمات المقدمة للاسرى وعدم تقليصها مثل مواد التنظيف والصابون والمواد المبيدة للحشرات، والسماح بادخال الكتب والمواد الثقافية والقرطاسية والالعاب الرياضية والرسائل، والسماح لهم بطهي طعامهم بانفسهم". واكد بيان لنادي الاسير ان "العدد الاجمالي لحالات اعتقال القاصرين الفلسطينيين بلغ 2500 حالة، في حين يبلغ عدد النساء نحو 300. ويتوزع المعتقلون على نحو 27 سجنا ومعسكرا ومراكز توقيف او تحقيق". واضاف: "هناك 800 اسير مريض بحاجة الى العلاج و700 اسير اداري من دون تهمة بينهم 32 قاصرا". من جهتها، قامت مؤسسة خدمات السجون الاسرائيلية بنقل نحو 200 فلسطيني من سجن نفحة الصحراوي الشديد الحراسة في صحراء النقب الى سجون اخرى قبل بدء الاضراب عن الطعام.