سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشرع يبلغ الرئيس اللبناني رسالة تقدير من الأسد ... وحملة استضعاف العهد تمنى بانتكاسة . دمشق "تفضل بقاء" لحود في الرئاسة وتستكمل مشاوراتها لبلورة خيارها النهائي
أكد زوار العاصمة السورية ل"الحياة" انهم لمسوا من قيادتها انها تفضل الرئيس اميل لحود لولاية رئاسية جديدة، لكنها لم تأخذ قرارها النهائي بعد في انتظار انتهاء مشاوراتها مع الأقطاب السياسيين اللبنانيين حول الخيار الذي ستدعمه وفي ضوء قراءتها للأوضاع في المنطقة التي تدخل في حساباتها حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وتزامنت هذه المعلومات مع حرص سوري على إظهار تقدير دمشق للرئيس اللبناني الذي تنتهي ولايته الدستورية في 23 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، عبر الزيارة التي قام بها أمس الى بيروت وزير الخارجية السوري فاروق الشرع حاملاً رسالة من الرئيس بشار الأسد الى لحود اكدت على "التضامن السوري - اللبناني في مواجهة التحديات الراهنة على المستوى الإقليمي وعلى دعم سورية للبنان وشعبه في مسيرة البناء والأمن والاستقرار التي يرعاها الرئيس لحود"، كما جاء في معلومات صدرت عن الدائرة الإعلامية في القصر الرئاسي اللبناني. وقالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة" إن زيارة الشرع والرسالة التي حملها "هي رسالة ضد محاولات استضعاف لحود، بعد الانتقادات التي جوبهت بها فكرة التجديد او التمديد له وهي رد على بعض التأويلات التي صدرت إثر حملة الانتقادات، بأن ورقة التجديد أو التمديد سقطت". وانعكس ذلك في المعلومات الرسمية التي صدرت عن قصر بعبدا إذ أشارت الى ان "الوزير الشرع نقل تقدير القيادة السورية للمواقف التي عبّر عنها أخيراً الرئيس لحود، لا سيما لجهة الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة والساحة العراقية، خصوصاً لجهة التأكيد على مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة وتعزيز دور الشرعية الدولية الممثلة بالأمم المتحدة". وأضافت المعلومات الرسمية اللبنانية: "اعتبر الوزير الشرع ان الأمن والاستقرار اللذين يشهدهما لبنان وسورية ينبعان من الاستراتيجية الحكيمة التي اعتمدها الرئيسان الأسد ولحود، والتي من شأنها توفير المناخات الملائمة للاستثمار والتطوير الاقتصادي في البلدين، بتعزيز مسيرة البناء المؤسساتي الداخلي في كل منهما". واستمر اللقاء بين الرئيس لحود والوزير الشرع ساعتين وربع الساعة، غادر بعدها الشرع قصر بعبدا عائداً الى دمشق، ولم يدل بأي تصريح. وذكرت المصادر الواسعة الاطلاع ل"الحياة" ان الاشادة بحكمة لحود، "تستهدف ابلاغ جميع الحلفاء والقوى السياسية اللبنانية بأن دمشق لا تقبل باستضعاف العهد، وأن لحود قدم الكثير في القرارات الرئيسة وعبر مواقفه القومية والوطنية وان سورية لا تتخلى عن حليف مثله نظراً الى اشتراكه معها في مواجهة التحديات التي تواجهها سورية". وأوضحت مصادر أخرى مؤيدة للتمديد ان رسالة الأسد للحود تتزامن مع المشاورات الواسعة التي بدأها الأول مع اقطاب السياسة اللبنانية، أول من أمس، حول توجهاتهم في شأن انتخاب المجلس النيابي رئيس الجمهورية الذي ينص الدستور في مادته الثالثة والسبعين على ان يجرى "قبل موعد انتهاء الولاية الحالية بمدة شهر على الأقل او شهرين على الأكثر"، ما يعني ان مهلة الانتخاب ستبدأ في 23 أيلول سبتمبر المقبل. وأضافت المصادر ان الرسالة السورية "تتقصد الإيحاء بأن قيام الأسد بهذه المشاورات لا يعني ان الاتجاه يميل الى انتخاب رئيس جديد كما قد يتراءى للبعض ممن لا يحبذون التجديد أو التمديد للحود، خصوصاً ان الجانب السوري أكد لمن استقبلهم رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص ووزير النقل نجيب ميقاتي ان الخيارات كلها مفتوحة وان انتخاب رئيس جديد والتجديد للحود متساويان". وفيما روّج بعض مؤيدي التمديد لاقتراب البحث بتعديل الدستور من أجل اتاحة التجديد أو التمديد للحود المادة 49 تنص على عدم جواز التمديد، قال مؤيدون آخرون لخيار لحود ل"الحياة" ان الأمور "لم تصل بعد الى هذا المستوى". لكن أوساطاً سياسية تحدثت عن سلة تعديلات دستورية قد يكون التشاور يجري حولها. وذكرت اوساط مطلعة على لقاءات الأسد التشاورية ان الأخير "يستمع لآراء زواره ويطرح عليهم مجموعة من الأسئلة ويتحدث بارتياح عن التعاون مع لحود والتقدير المميز له، من دون ان يعني ذلك ان سورية حسمت خيارها". وأضافت المصادر: "لكن المستمع الى الجانب السوري يعود بانطباع ان دمشق تفضل التعاون مع لحود لو ترك الأمر لها وحدها، لكنها قبل حسم أي توجه تفضل الأخذ بآراء الجميع خصوصاً من الحلفاء". وينتظر ان يلتقي الأسد في هذا الاطار رئيس الحكومة السابق عمر كرامي ووزير الصحة سليمان فرنجية. وقالت مصادر مطلعة انه سيلتقي قريباً رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني. في هذا الوقت، تصاعدت في لبنان الحملة ضد الافكار التي طرحها وفد الكونغرس الأميركي الذي زار لبنان الأسبوع الماضي ودعا الى الانسحاب السوري منه، وكرر موقف واشنطن بأن "حزب الله" تنظيم ارهابي. وهو ما ردده السفير الأميركي المنتهية مهمته في بيروت فنسنت باتل في تصريح نشر أمس فردّ عليه الحزب بأنه "يشوه صورة المقاومة".