اطلقت القمة اللبنانية - السورية، التي انعقدت في دمشق امس، آلية انتخاب الرئىس الجديد للجمهورية في لبنان، بعدما اوقف انعقادها الجدل والتكهنات المختلفة التي سادت الاوساط السياسية اللبنانية عن تعدد الخيارات في شأن الاستحقاق الرئاسي، على ان يتم انتخاب الرئىس العتيد قبل العشرين من تشرين الاول اكتوبر الجاري. وقالت مصادر القصر الجمهوري في بعبدا، بعد عودة الهراوي من دمشق لپ"الحياة" ان اجواء القمة انتهت الى ترجيح دعم العماد لحود للرئاسة، وان البحث التفصيلي في آلية تعديل الدستور سيتم بعد عودة الحريري من زيارته للمملكة العربية السعودية، مساء غد. واعتبر عدد من الوزراء والقادة السياسيين اللبنانيين المقرّبين من دمشق ويعرفون سرّها، ان مجرد انعقاد القمة يعني حسم التوجه الذي كانت القيادة السورية تعيش في أجوائه منذ مدة وتفضل كتمانه في انتظار لقاء الرئىس حافظ الاسد نظيره اللبناني الياس الهراوي، وهذا التوجه هو دعم قائد الجيش للرئاسة الاولى. وعلى رغم ان الرئىس الهراوي اعلن فور وصوله الى الحدود اللبنانية - السورية ان "الاستحقاق الرئاسي ثانوي بالنسبة اليّ وزيارتي لدمشق ليست للشأن الداخلي بل للشأن الخارجي". وقال "اننا جميعنا في لبنان مع سورية حيال التهديدات التركية لسورية" فان الاوساط المترقبة للقمة الثنائية منذ اكثر من اسبوعين توقعت ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الهراوي بعد غد الخميس، من اجل البحث في تعديل الفقرة الثالثة من المادة الپ49 من الدستور اللبناني التي تفرض استقالة موظفي الفئة الأولى بمن فيهم قائد الجيش قبل سنتين من انتخاب اي منهم للرئاسة وإحالة مشروع قانون بذلك الى المجلس النيابي، بعد اقتراح من رئىس الجمهورية. وأشارت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت ل"الحياة"، على رغم التوقعات ان الهراوي ذهب الى العاصمة السورية وفي ذهنه استكشاف الأجواء حيال فكرة التمديد له، بما لديه من دالة على الرئيس الأسد إلاّ ان دالة الاخير عليه ستسمح بإقناعه باقتراح تعديل الدستور كما ينص على ذلك الدستور نفسه لتسهيل مجيء العماد لحود رئيساً. بل ان البعض توقع ان يبادر الهراوي نفسه الى تزكية لحود. وذكرت المصادر نفسها انه اذا سارت الامور كما هو مرسوم، فإن اقتراح التعديل سيناقش الخميس المقبل في مجلس الوزراء وأن إحالته على المجلس النيابي ستتيح لرئىس المجلس النيابي نبيه بري إحالته على لجنة الادارة والعدل كي تدرسه، فيحدد بري موعداً لجلسة عامة من اجل اقرار المشروع بغالبية الثلثين، يعقبها تحديد موعد لجلسة ثانية لانتخاب رئيس جديد، عقب نشر التعديل في الجريدة الرسمية بملحق خاص، على ان يتم ذلك قبل 20 الجاري. وبينما كان الهراوي مجتمعاً مع الأسد غادر رئيس الحكومة رفيق الحريري لبنان الى المملكة العربية السعودية مساء امس، وينتظر ان يلتقي كبار المسؤولين فيها وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، على ان يعود مساء غد الاربعاء، من طريق دمشق حيث يلتقي نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام. وعلى صعيد الوضع في الجنوب، قتل عسكريان اسرائيليان على الاقل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح خطرة في عملية نفّذها "حزب الله" في منطقة حاصبيا داخل الشريط الحدودي المحتل لدى مرور قافلة للجيش الاسرائيلي. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر امنية "ان جندياً اسرائيلياً قتل على الفور وأصيب أربعة آخرون بجروح خطرة توفي احدهم متأثراً بجروحه". وردّت القوات الاسرائيلية بقصف استهدف قرى عدة في الجنوب والبقاع الغربي أدى الى اصابة جندي في الجيش اللبناني راجع ص2.