أكد الرئيسان حافظ الأسد واميل لحود ارتباط سورية ولبنان "في آن واحد" واستمرار التنسيق بينهما. وقال الرئيس السوري "أنا مع السوريين واللبنانيين في آن واحد"، وردّ الرئيس اللبناني "سنكون دائماً ان شاء الله معاً". وجاء كلام الرئيسين في تصريحات بعد ظهر امس، في ختام اول قمة بينهما منذ انتخاب الرئيس اللبناني منتصف تشرين الاول اكتوبر الماضي. وتابع لحود: "الرئيس الأسد غمرنا بلطفه اذ دعانا في أول يوم بعد تجديد البيعة. وهذا شرف كبير لنا لنقابله بشديد الامتنان". وعندما رد الرئيس السوري "نحن على كل حال معاً"، قال لحود: "دائماً إن شاء الله". وسئل الأسد عن شعوره حيال فرح اللبنانيين بأجواء الاستفتاء في سورية على تجديد ولايته لفترة رئاسية خامسة، فأجاب ضاحكاً "أنا مع السوريين واللبنانيين في آن واحد". وكان لحود اول مهنئي الرئيس السوري بعد فوزه بالاستفتاء، فيما أبرق العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين امس الى الاسد مهنئاً، متمنياً تطور العلاقات الأردنية - السورية. وتوقعت مصادر مطلعة ان تكون القمة السورية - اللبنانية التي تضمنت اجتماعاً مغلقاً بين الرئيسين، تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة وكلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على التوصل الى سلام مع سورية ولبنان قبل العام ألفين، الأمر الذي اعتبره المسؤولون السوريون "بالوناً انتخابياً". واختار لحود دمشق لتكون أولى محطاته الخارجية منذ انتخابه بعدما كان يزورها قائداً للجيش. وحظي باهتمام مميز لم يقتصر على حصول "الزيارة الرسمية" تلبية ل "دعوة رسمية" من الاسد. وحرص الجانب السوري على العناية بأدق المعاني البروتوكولية التي تقدم للضيوف الكبار، ووصف البيان الرئاسي السوري الرئيس لحود ب "ضيف سورية الكبير". وعلى غير العادة تصدر امس الصحف الرسمية السورية بيان رئاسي بموعد القمة مع صورة كبيرة للحود. وعكس هذا الاهتمام مدى الدعم السوري لعهده. وأجريت مراسم الاستقبال على مرحلتين، في جديدة يابوس على الحدود اللبنانية - السورية، وكان في استقبال لحود وزير الدولة لشؤون الرئاسة السورية وهيب الفاضل، ثم انتقل الوفد اللبناني على طريق دمشق التي اصطف على جانبها الايمن رجال شرطة وعلى مسافات متفاوتة. وانتظر الرئيس الأسد نظيره اللبناني امام "مجمع الصحارى"، عند مدخل دمشق الغربي، مع كبار أركان الدولة السورية، وفي الساعة الحادية عشرة والنصف وصل لحود فعانقه الأسد، وصافح الرئيس اللبناني مستقبليه، نائبي رئيس الجمهورية عبدالحليم خدام ومحمد زهير مشارقة ورئيس الحكومة محمود الزعبي ووزير الخارجية فاروق الشرع. وانتقل الرئيسان الى منصة الشرف وعزف النشيدان الوطنيان، وأعقب ذلك عرض حرس الشرف فيما كانت المدفعية تطلق 21 طلقة تحية للضيف اللبناني. وفي "قصر تشرين" عقدت جلسة محادثات موسعة حضرها خدام ومشارقة والزعبي والشرع ووزير شؤون الرئاسة السيد وهيب فاضل استمرت 35 دقيقة، وعقد في وقت لاحق اجتماع اقتصر على الرئيسين استمر زهاء ساعتين. ولدى مغادرة لحود في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، أقام الجانب السوري ترتيبات مماثلة لترتيبات الاستقبال، وودع الاسد نظيره اللبناني معانقاً. وأصدر الناطق باسم الرئاسة السورية جبران كورية بياناً جاء فيه ان الرئيسين عرضاالتطورات في المنطقة "وكان التقويم مشتركاً لما هو قائم ولما هو متوقع. وأكد الجانبان الأهمية الكبيرة لاستمرار التشاور والتنسيق بينهما، ووحدة المسارين في عملية السلام".