أكد قطب سياسي واسع الاطلاع ل"الحياة" ان على "رغم تزايد الاهتمام الأوروبي والأميركي بالاستحقاقات الانتخابية اللبنانية، ولا سيما الانتخابات الرئاسية، فإن هذا لن يلغي الحقيقة القائلة إن الكلمة النهائية في شأن الاستحقاق الرئاسي ستعود الى دمشق وليس الى أي دولة أخرى". وكان القطب الواسع الاطلاع على المواقف الغربية والموقف السوري، يعلّق على ما صرحت به مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليسا رايس بقولها: "اننا نأمل بأن تكون عملية الانتخابات المقبلة في وقت لاحق هذه السنة في لبنان متحررة من أي تدخل أجنبي". وجاء كلام رايس اثناء حفل تقليد السفير اللبناني فريد عبود، لوزير الطاقة الأميركي اللبناني الأصل سبنسر ابراهام وسام الأرز الوطني تقديراً لانجازاته في الكونغرس والذي حضرته رايس ومسؤولون أميركيون وسفراء عرب أول من أمس في واشنطن. وكانت "الحياة" نقلت أمس أيضاً عن مصدر فرنسي قوله إن واشنطن باتت تهتم بحصول انتخابات رئاسية "حقيقية" في لبنان. ويذكر ان فرنسا دعت في مناسبات عدة الى احترام المواعيد الدستورية في الاستحقاقات الانتخابية في لبنان، وهو موقف يستبطن عدم التمديد للرئيس الحالي إميل لحود لأن الدستور ينص على ان تكون ولايته 6 سنوات غير قابلة للتجديد. وذكرت مصادر أخرى مطلعة على الموقف الأميركي في بيروت ان ما اعلنته رايس عن الرئاسة في لبنان "هو الصيغة الجديدة التي يرجح ان تعتمدها واشنطن في موقفها الذي يفضل عدم التجديد أو التمديد للحود". والصيغة السابقة للموقف الأميركي كانت أيضاً تشير الى وجوب احترام مواعيد الدستور وتلمح الى عدم جواز تعديله من أجل التمديد "لكن الديبلوماسيين الأميركيين تنبهوا الى ان هذه الصيغة في التعبير عن الموقف الأميركي ليست ملائمة لأن الدستور نفسه ينص على امكان تعديله وعلى آلية التعديل، فضلاً عن ان الدستور الأميركي سبق ان عُدّل... وبالتالي من الأفضل ان تعتمد صيغة في التعبير عن الموقف الأميركي تستند الى مبدأ اعطاء الحرية للمجلس النيابي اللبناني ان يقرر في شأن الاستحقاق الرئاسي. ويبدو ان هذه الصيغة ستعتمد في واشنطن بعد ان قالتها رايس بالطريقة التي أعلنتها". الا ان القطب السياسي الواسع الاطلاع قال رداً على سؤال عما اذا كان الموقف الأميركي يعني ان الأميركيين يسعون لأن يكون لهم رأيهم في الرئيس العتيد من ضمن الضغوط على سورية، ان "مهما كانت علاقة سورية بواشنطن أو غيرها من الدول، فإن دمشق ستبقى هي صاحبة القرار النهائي في الاستحقاق الرئاسي وقد تفرض التطورات في علاقات دمشق الخارجية حسابات معينة، لكن القرار يبقى لها وفقاً لمصالحها عموماً ولعلاقاتها المميزة مع لبنان خصوصاً". ورأى ان "مهما اشتدت الضغوط الأميركية على دمشق فإن هذا لن يغيّر في هذه المعادلة". واعتبر مصدر وزاري قريب من دمشق ان "كل ما قيل عن الاستحقاق الرئاسي من شخصيات سياسية ورسمية لبنانية هو كلام لا يحمل أي جديد، سواء المتعلق منه بالدعوة الى التمديد للرئيس لحود، او بانتخاب غيره او ترشيح بعض الاسماء للرئاسة أو لرئاسة الحكومة، لأن القيادة السورية لم تتخذ قرارها بعد وما زالت تعتبر ان من المبكر القيام بذلك وانها تفضل الإبقاء على كل الاحتمالات والخيارات مفتوحة أمامها حتى يحين موعد القرار الذي سيأتي بعد دراسة ظروفه بدقة ومصالح سورية في لبنان".