بدا أمس، انهيار الحكومة الصربية وشيكاً، بعدما انقسمت الى فريقين متخاصمين، بسبب الجدل في شأن التعاون مع محكمة لاهاي، ما يفرض اللجوء الى انتخابات برلمانية مبكرة قبل نهاية هذا العام. وانضم كل من رئيس اتحاد صربيا والجبل الأسود سفيتوزار ماروفيتش ورئيس صربيا المنتخب الذي سيتسلم مهماته الأحد المقبل بوريس تاديتش الى الفريق الداعي لتلبية كل طلبات هذه المحكمة. ويتزعم الفريق الداعي الى التعاون الفوري وزير الخارجية رئيس حزب حركة التجديد الصربية فوك دراشكوفيتش، ويدعمه "تجمع 17 للخبراء" الذي يقوده نائب رئيس الحكومة الصربية ميروليوب لابوس، في حين يعارض الحكومة زعيم الحزب الديموقراطي الصربي فويسلاف كوشتونيتسا تسليم أي متهم في الوقت الحاضر باعتبار ان ذلك "يتعارض مع مشاعر غالبية الشعب الصربي". واعتبر كوشتونيتسا أمس، ان حسم الخلافات من طريق الانتخابات المبكرة "أصبح أمراً لا مفر منه"، موضحاً أنه في حال قبول التعاون فإن سقوط الحكومة سيكون أكيداً. وهدد دراشكوفيتش وهو عضو لجنة التعاون الحكومية مع محكمة لاهاي بحكم منصبه، بانسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي، في حال عدم موافقة المحكمة العليا على طلبه بالتصديق على تسليم القادة العسكريين الأربعة أثناء حرب حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا، الى محكمة لاهاي. كان الرئيس السابق لأركان الجيش الجنرال نيبويشا بافكوفيتش، وهو أحد المطلوبين الأربعة من جانب محكمة لاهاي، أعلن أنه "يفضل الانتحار والموت على الذهاب حياً للمثول أمام هيئة أجنبية لتحاكمه على اخلاصه لواجبه العسكري تجاه بلاده وشعبه". ويراهن مؤيدو التعاون مع محكمة لاهاي على ان نتيجة الانتخابات ستكون لمصلحتهم، وذلك انسجاماً مع نتيجة فوز تاديتش الاصلاحي الذي يؤيد تلبية المطالب الدولية برئاسة جمهورية صربيا في الانتخابات التي أجريت نهاية حزيران يونيو الماضي.