أعلن مرشح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جون كيري في ختام المؤتمر العام للحزب في بوسطن، قبوله الترشيح، في خطاب لم يأتِ بحلول، ولم يقدم ما يختلف عن برنامج الرئيس جورج بوش الانتخابي، بحسب المعلقين في الولاياتالمتحدة. وقام كيري بمحاولة جدية لطرح نفسه بديلاً واضحاً للرئيس بوش، لكن في ما يتعلق بالعراق لم يلوح الا باحتمال زيادة المشاركة الدولية هناك. ومن ميسوري حيث يتابع حملته الانتخابية، رد الرئيس الجمهوري على كيري، بخطاب شدد فيه على "وضوح رؤية إدارته في الحرب على الإرهاب"، وإنجازاته في "تحرير أفغانستان" ومساعدة السعودية وباكستان في الحرب ضد تنظيم "القاعدة"، وأكد عدم "انصياعه لآراء القيادات العالمية عندما يتعلق الأمر بأمن أميركا". الأمن القومي والعراق ووعد كيري ببناء جيش أميركي أقوى وعدم السماح لأي كان بأن يملي عليه سياسته في مسائل الأمن القومي. وقال بعدما أعلن قبوله ترشيح الحزب: "في المدينةبوسطن التي كانت مهد حرية أميركا، أقبل ترشيحكم أن أكون رئيساً للولايات المتحدة. أنا جون كيري أتقدم لأداء الواجب". وعلى رغم المطالب المتواصلة في الحزب الديموقراطي للتعجيل بالانسحاب العسكري الأميركي من العراق، أصر كيري على ضرورة التزام الولاياتالمتحدة بالنهج، وإن أشار الى انه سيبذل جهداً اكبر من بوش لكسب تمويل ودعم عسكري دوليين. وقال: "اعرف انه علينا أن نقوم بالمهمة في العراق". ولم يقدم أي حلول جديدة لإنهاء الحرب، لكنه قال إن أفضل سبيل لإعادة الجنود الأميركيين هو استعادة الصدقية الأميركية حول العالم. ولوحظ ان الأعضاء المنتمين الى يسار الحزب الديموقراطي والذين عارضوا الحرب العراقية ويريدون سحب القوات الأميركية لزموا الصمت، طيلة عقد المؤتمر، حفاظاً على وحدة الحزب. إثارة الإعجاب لا الخوف وأكد سناتور ماساتشوستش انه يعتزم إعادة بناء التحالفات الدولية، لكنه أوضح انه لن يتردد في التحرك في شكل أحادي إذا تطلب الوضع ذلك. وأكد كيري: "سأكون قائداً لا يجركم الى حرب بطريقة خاطئة وسيكون لدي نائب لا يعقد اجتماعات سرية مع مسببي التلوث لإعادة كتابة قوانيننا المتعلقة بحماية البيئة، وسيصغي وزير الدفاع في فريقي لنصائح مسؤولينا العسكريين. سأعين وزيراً للعدل يفرض فعلاً احترام دستور الولاياتالمتحدة". وقال: "سأعيد الثقة والصدقية الى البيت الأبيض. علينا أن نجعل أميركا من جديد منارة في العالم علينا أن نثير الإعجاب وليس الخوف وحده". وأضاف: "دافعت عن هذا البلد عندما كنت شاباً وسأفعل ذلك بصفتي رئيساً. ولن أتردد في استخدام القوة عندما يحتاج الأمر الى ذلك". ووعد كيري بتنفيذ توصيات لجنة التحقيق المستقلة في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، فوراً، وتحسين أمن المرافئ والمنشآت النووية. كما قال: "سأصلح نظام الاستخبارات، وسأعيد العمل بمبدئنا التقليدي الذي تضرر وهو أن الولاياتالمتحدة لا تخوض الحرب لأنها تريد ذلك، بل لأن من واجبها أن تفعل ذلك". بوش يرد وفي رده من ميسوري، انتقد بوش مؤتمر الديموقراطيين "المرتكز على النيات وليس النتائج"، وأضاف أن "قوة أميركا ليست في هوليوود"، في إشارة إلى توجه المؤسسة الليبرالي، بل "في الداخل الأميركي والشجاعة الأميركية". وأشار إلى أن "سياسة القوة لن تدوم أبداً" ووعد "بالسلام والازدهار في المستقبل القريب". كما أثنى على جهود نائب الرئيس ديك تشيني "الملتزم عقائدياً بأمن أميركا"، والمتفوق على منافسه جون إدواردز "بالخبرة والثبات الأيديولوجي". كما أظهر "محاسن السيدة الأولى لورا بوش" ووعدها بأربع سنوات مقبلة في البيت الأبيض. ودافع بوش عن خطته بالذهاب إلى العراق والتخلص من "نظام استبدادي ومهدد لأمن أميركا" ، في وقت تصاعدت أصوات المعارضين لهذه الحرب في الرأي العام الأميركي لتصل إلى 57 بالمئة بحسب استطلاع صحيفة "وول ستريت جورنال" و"محطة أن بي سي" صدر أمس. ووضع بوش "الدفاع عن أميركا" في صلب أولوياته، مشيراً إلى "أن العالم تغير بعد 11 أيلول/سبتمبر" ولا بد من اختيار "رئيس يفهم هذه المتغيرات". وفي لفتة إلى السياسة الداخلية، أكد بوش استكمال "سياسة الضرائب المخفضة" والعمل بتوصيات تقرير لجنة 11 أيلول "لإصلاح وكالات الاستخبارات والتنسيق في تبادل المعلومات". تحفظ المعلقين وأبدت الصحف الأميركية تحفظات تجاه الخطاب. ورأت صحيفة "واشنطن بوست" أن كيري لم يوضح ما إذا كان سيشن الحرب على العراق لو كان رئيساً، وماذا يعني بعبارة "إتمام العمل" في العراق، فيما رأت على الصعيد الداخلي أن مشاريعه إيجابية في مجال الصحة والضرائب إلا أن مشاريعه "الرامية الى وقف نقل الاستثمارات في الخارج والارتباط بالصادرات النفطية للشرق الأوسط، ليست واقعية". وعبرت صحيفة "نيويورك تايمز" عن رأي مشابه. وقالت: "لم يقدم كيري رؤية أوضح في شأن العراق". وأضافت أن "الناخبين كانوا يحتاجون لسماعه يقول انه بعد التفكير ملياً، كان تصويته لمصلحة القرار الذي سمح للرئيس بوش باجتياح العراق، خطأ. ومن الواضح الآن ان كيري لن يقول ذلك، وهذا مؤسف". وأخذت الصحيفة على المرشح الديموقراطي انه قدم اقتراحات "للتمويه عندما وعد بخفض الضرائب لدى الطبقات الوسطى نظراً لاقتراحاته في شأن النفقات والتزامه بالصرامة في الموازنة". وقالت صحيفة "يو اس اي توداي" إن "كيري يغادر بوسطن من دون ان يبرهن للناخبين كيف سيقود البلاد في القضايا الاكثر الحاحاً مثل الحرب على الإرهاب وكيف يعتزم تسوية الوضع الاميركي المتأزم في العراق". واضافت ان "برنامجه حتى الآن يشبه كثيراً برنامح الرئيس بوش". اعتقال متظاهرين وعلى هامش مؤتمر بوسطن، تظاهر مئات الأشخاص المناهضين للحرب بدعوة من منظمة "متحدون من اجل السلام والعدل" ومن جمعيات سلمية عدة في بوسطن، وأوقفت الشرطة ثلاثة منهم. وشارك حزب الخضر في هذه التظاهرة. وأعلنت اللجنة المنظمة للتظاهرة أنها ستنظم أخرى مماثلة مضادة للرئيس الأميركي جورج بوش أثناء مؤتمر الحزب الجمهوري في نيويورك في 29 آب أغسطس المقبل.