صعد الديمقراطيون هجومهم على الرئيس الامريكي جورج بوش خلال فعاليات المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي مساء أمس الاول واتهموه بدفع أمريكا إلى (حرب مضللة). وتعهد الديمقراطيون باستعادة الدور الاخلاقي للولايات المتحدة في العالم. وبلغ مؤتمر الحزب الديمقراطي ذروته مع اتهام سيناتور ماساشوسيتس إدوارد كينيدي لبوش بأنه قاد الولاياتالمتحدة إلى أتون (حرب مضللة) في العراق أودت بحياة ما يربو على 900 من الجنود الامريكيين. وقال كينيدى الذي يوشك زميله في مجلس الشيوخ جون كيرى على قبول ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة اليوم الخميس إن إدارة بوش الجمهورية جعلت حلفاء الولاياتالمتحدة التقليديين يبتعدون عنها بل وجعلت الولاياتالمتحدة أقل أمنا. وتحدث كينيدي عن مسئولية إدارة بوش في تشتيت التركيز بعيدا عن محاربة تنظيم القاعدة و الارهاب بشنها حرب العراق قائلا لقد جعلوا كسب الحرب على الارهاب وعلى القاعدة أكثر صعوبة. إذ لم يحدث شيء من هذين الامرين . وكان انتقاد كينيدى لبوش بشأن الحرب على العراق الأعنف حتى الآن منذ بدأ الديمقراطيون مؤتمرهم في بوسطن الاثنين. وفي اليوم الاول للمؤتمر انتقد الرئيس السابق بيل كلينتون ونائبه آل جور بوش لغزوه العراق. وجاء خطاب كينيدى بمثابة نقطة تحول عن يوم الاثنين عندما لم يتردد اسم بوش كثيرا لان الديمقراطيين حاولوا نقل رسالة إيجابية. غير أن كينيدى سلك نهجا مختلفا. وقال كينيدى في خضم الكساد الكبير الذي أصاب الولاياتالمتحدة: عمد الرئيس فرانكلين روزفلت إلى إلهام الأمة حين قال قولته الشهيرة .. الشيء الوحيد الذي نخشاه هو الخوف نفسه. وأضاف: اليوم نقول إن أخشى ما نخشاه هو أربع سنوات أخرى لجورج بوش . وتحدثت تريزا هاينز زوجة السيناتور كيري أمام المؤتمر حيث استقبلتها آلاف اللافتات التي تقول (نحب تريزا). وحثت تريزا النساء على المشاركة بفاعلية في الانتخابات. وقالت نريد الاعتراف بدور المرأة واحترامها في هذا العالم الذي استبعد صوتها الحكيم لفترة طويلة جدا من الزمن .. آن الاوان لكي يستمع العالم لصوت المرأة بآذان صاغية. وانضمت السيدة هاينز إلى جوقة منتقدي بوش قائلة إن زوجها سيعيد بناء تحالفات أمريكا التقليدية. وقالت كيري يعتقد أننا نستطيع ويجب أن نقود العالم لان أمريكا متفردة بين الامم وعلينا أن نظهر أمام العالم ليس بخوفنا ولكنا بأملنا . كما حظي كيري بدعم من واحد من أقوى منافسيه خلال الانتخابات الاولية في الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الانتخابات الرئاسية وهو هوارد دين الذي ألهب حماس آلاف المشاركين في مؤتمر الحزب عندما أعاد ما قاله خلال الانتخابات الاولية من أنه يتعهد ببذل كل جهده من أجل مساعدة كيري للوصول إلى البيت الابيض. وقال دين الحاكم السابق لولاية فيرمونت الامريكية أنا هوارد دين وسأصوت لصالح جون كيري . مضيفا أنه يصوت لكيري لانه يريد رؤية أمريكا وقد استعادت دورها كقيادة أخلاقية للعالم . في الوقت نفسه توقف كيري في محطته الأخيرة في ولاية فيلادلفيا وذلك قبل يوم واحد من وصوله المقرر إلى بوسطن. وكان قد قال في وقت سابق من يوم أمس الأول خلال اجتماع انتخابي في فيرجينيا إنه سيمد التفويض الممنوح للجنة التي تحقق في هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وإنه سيسارع بتنفيذ التوصيات التي وردت في تقريرها النهائي الأسبوع الماضي. وتحدث أيضا أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي في بوسطن أمس الاول رون ريجان نجل الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريجان الذي ألقى كلمة للدفاع عن بحوث الخلايا الجذعية التي فرض بوش قيودا عليها. وكان مؤتمر الحزب الديمقراطي قد بدأ أعماله مساء الاثنين في (فليت سنتر) وسط تفاؤل قوي بأن كيري ونائبه السيناتور جون إدواردز من ولاية نورث كارولينا يمكنه الاطاحة ببوش من البيت الابيض عندما يتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع يوم الثاني من نوفمبر القادم. وأقر الديمقراطيون أمس الاول البرنامج الانتخابي لحزبهم في تصويت سريع لم يشهد جدلا يذكر في محاولة من جانبهم لإظهار وحدة الحزب أمام الناخبين. وألقى البرنامج اللوم على بوش في التسرع بخوض الحرب دون أن ينتقد قرار غزو العراق بشكل مباشر. وتعكس هذه الصياغة اتفاق حل وسط بين مسئولي حملة كيري ونشطاء الحزب الذين كانوا يريدون موقفا بيانا قويا رافضا للحرب. وأظهرت معظم استطلاعات الرأي أن السباق بين بوش وكيري متعادل في حين أعطى البعض الآخر هامش تقدم طفيف لكيري. ويأتي اليوم الثاني لمؤتمر الحزب الديمقراطي في أعقاب ليلة تاريخية للديمقراطيين في الوقت الذي أعطي فيه الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته السيناتور هيلاري كلينتون إشارة البدء لاعمال المؤتمر وسط هتافات الحاضرين بينما بات الحزب الديمقراطي أكثر ثقة من إمكانية وصول مرشحه إلى البيت الابيض. اداوارد كينيدي يشن هجوماً كاسحاً ضد بوش