سعى الرئيس الأميركي جورج بوش إلى تحجيم الضرر السياسي للتقرير الصادر عن لجنة 11 أيلول سبتمبر، قبل حملته للانتخابات الرئاسية التي جعل الأمن القومي شعاراً لها، وذلك عبر تسليطه الضوء على إيجابيات إدارته، فيما اعتبر منافسه الديموقراطي جون كيري ان "الأوان فات" لاحداث الادارة الحالية تغييرات في تعاطيها مع التهديدات الارهابية. وطالب رئيس اللجنة الجمهوري توماس كين ونائبه الديموقراطي لي هاملتون الحزبين، بتنحية خلافاتهما الانتخابية جانباً والاتحاد من اجل تعزيز الأمن. بوش واستغل الرئيس الأميركي جورج بوش ظهوره في إحدى حملاته الانتخابية في شيكاغو، ليقول إن البلاد حصلت على أفضل حماية ممكنة نتيجة لسياسات إدارته، معلناً على رغم ذلك، تبنيه توصيات اللجنة. ومن الأمثلة التي طرحها، جهود عمال الإنقاذ والفرق الطبية بعد الاعتداءات، اذ امتدح عملهم في خطاب ألقاه في أكاديمية السلامة العامة في إيلينوي، قائلاً انه "بفضل إنجازاتهم، صارت أميركا والعالم أكثر أماناً". وفي وقت ينظر البعض إلى التقرير بصفته عقبة سياسية محتملة أمام إدارة بوش نظراً إلى صدوره قبل أربعة أشهر على الانتخابات الرئاسية، اظهر محتواه أنه أقل ضرراً بالنسبة إلى بوش مما كان البعض يتصور. وأشار الرئيس إلى أن اللجنة اعترفت بكثير من الخطوات التي اتخذتها الإدارة، ومنها الجهود العسكرية في أفغانستان والعراق، وتعطيل تمويل الشبكات الإرهابية والتغييرات التي سهلت تبادل المعلومات بين أجهزة تطبيق القانون. وأضاف: "أوافق اللجنة الرأي بأن الإرهابيين استطاعوا استغلال نواحي القصور العميقة في دفاعاتنا القومية التي تفاقمت على مدار اكثر من عقد" أي قبل توليه السلطة عام 2001، كما تعهد بوش الذي رشح نفسه لإعادة انتخابه استناداً إلى حجة انه جعل الولاياتالمتحدة اكثر أماناً، بأن يدرس توصيات أعضاء اللجنة دراسة جادة. ولا يبدو واضحاً مدى القدرة على إجراء إصلاحات إستخباراتية، لا سيما أن بوش وكثيراً من أعضاء الكونغرس منهمكون في الأعداد للحملة الانتخابية. من جهتها، قالت مستشارة الأمن القومي الأميركية كوندوليزا رايس ان "المسألة لا تتعلق بتنفيذ إصلاحات إستخباراتية أم لا، ستكون هناك إصلاحات وسنكون بحاجة الى القيام بها"، من دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل في هذا الشأن. كيري وقال المرشح الديموقراطي جون كيري في حملة له في ديترويت ان "هذا التقرير يحمل رسالة واضحة الى أميركا بالنسبة الى أمن كل الأميركيين، يمكننا فعل ما هو افضل، علينا فعل ما هو افضل، وثمة ضرورة لفعل ذلك. علينا التحرك الآن". ووعد بأنه "إذا انتخبت رئيساً ولم يحصل تقدم سريع في الأشهر القليلة الأولى بالنسبة إلى هذه المسألة، عندها سأقود الأجهزة الاستخباراتية بنفسي". واعتبر الكثير من المحللين انه لن يكون للتقرير التأثير السياسي الكبير الذي يمكن أن يفيد سناتور ماساتشوستس، لا سيما أنه تجنب تحميل الإدارة أي مسؤولية عن الاعتداءات. وقال أعضاء في اللجنة الوطنية وأقارب للضحايا الثلاثة آلاف الذين قتلوا في الاعتداءات على نيويورك وواشنطن، إنهم سيضغطون على الكونغرس والبيت الأبيض لاتخاذ إجراء بأسرع ما يمكن في شأن التوصيات الواردة في التقرير النهائي. وينتهي تفويض الكونغرس للجنة الشهر المقبل. استطلاعات متضاربة وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" لحساب شبكة "سي أن أن" وصحيفة "يو أس توداي"، أن بوش يتفوق على كيري بنسبة 56 في المئة مقابل 38 في المئة في ما يتعلق بمن سيكون الأفضل في محاربة الإرهاب، وهي نسبة لم تتغير كثيراً منذ شهرين. الا أن الديموقراطيين سيجعلون من قضية الأمن القومي مسألة أساسية الأسبوع المقبل، خلال مؤتمر الحزب في بوسطن الذي سيعلن فيه رسمياً ترشيح الديموقراطيين لكيري. وفي المقابل، اظهر استطلاع أجراه مركز "بو" أخيراً تقدم كيري على بوش وحصوله على 46 في المئة، في مقابل 44 في المئة لبوش فيما حصل رالف نادر على ثلاثة في المئة.