وسط اندفاع وعزم على تحويل وحدة الديموقراطيين ذخيرة لارسال مرشحهم المفترض، جون كيري، الى البيت الأبيض، اطلق مؤتمر الحزب الديموقراطي في بوسطن عناوين التفاؤل والأمل والايجابية والتطلع الى المستقبل وركز على ابراز مؤهلات كيري ونائبه جون ادواردز كفريق قوي وحكيم. وافتتح المؤتمر في "مركز فليت" ليل الاثنين رئيسان سابقان، جيمي كارتر وبيل كلينتون، و"رئيس" كاد يكون رئيساً آل غور، و"رئيسة" مقبلة هيلاري كلينتون، وأطلقوا جميعاً رسالة "ضرورة التغيير" في البيت الأبيض. واستعد المؤتمر للاحتفال ليل الثلثاء بشخصيات الحزب الديموقراطي البارزة مثل ادوارد كينيدي وتوم داشيل وهاورد دين وريتشارد غيبهارت. نجمة الثلثاء كانت زوجة كيري، تيريزا هاينز كيري، ومحط الأنظار سيكون الليبرالي رون ريغان، ابن الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، الذي يختلف مع الحزب الجمهوري في أكثر من ملف ويخاطب مؤتمر الحزب الديموقراطي. الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش بقي حاضراً غائباً في مؤتمر الديموقراطيين اذ ذُكر اسمه قليلاً في الخطب لكن سياساته وايديولوجيته كانت حجراً أساسياً في إبراز ضرورة التغيير. خطاب آل غور، الذي يزعم الديموقراطيون انه "انتخب" حقاً لكن عدّ الأصوات في ولاية فلوريدا خذله وأوصل بوش في البيت الأبيض، كان الأكثر انتقاداً لاذعاً للرئيس الجمهوري. ولم يقصر غور انتقاده على المرشح الجمهوري بل وسعه ليشمل المرشح المستقل رالف نادر الذي يتهمه الديموقراطيون بإفساد الانتخابات السابقة عليهم واستراق الأصوات من غور. كذلك سخر غور من مزاعم بوش بأن حرب العراق جعلت العالم أكثر أمناً فيما كان عليه التركيز على حرب ضد "القاعدة" لاعباً على شبه النطق بين "العراق" و"القاعدة" ليترك الانطباع بأن بوش اخطأ فهم أي منهما هو العدو حقاً. خطاب بيل كلينتون قارن بين حياة الأميركيين في عهده وما آلوا إليه في عهد بوش من خوف ولا استقرار وعجز في الموازنة وضعف في الاقتصاد واعفاء الأغنياء من الضرائب على حساب الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة. تحدث عن "فارق جوهري وأساسي" بين ايديولوجيتي الديموقراطيين والجمهوريين أمام التحديات الداخلية "وكيفية لعب دورنا في العالم". وفي اشارة ساخرة الى الادارة الجمهورية والجمهوريين الذين يزعمون ان كيري لن يكون بقوة بوش في محاربة الارهاب، قال كلينتون "ان القوة والحكمة ليستا قيماً متضاربة". جيمي كارتر أدلى بالخطاب الأعمق والأقسى والأشمل. تحدث عن الحاجة الى "رئيس لا يضللنا عندما يتعلق الأمر بأمن بلادنا"، وعرض كفاءات جون كيري في الخدمة العسكرية مشيراً الى أنه لم يتجنب الخدمة في اشارة مبطنة الى بوش "وهو يعرف فظائع الحروب ومسؤوليات القيادة"، ويفهم كيف "يحمي بلادنا". تحدث عن "تحدي استعادة أميركا عظمتها عالمياً، على أساس الصدق، والالتزام بالسلام، والاحترام للحقوق المدنية وحقوق الانسان في العالم أجمع". ركز على أهمية "الصدق كأساس لقيادتنا العالمية"، وقال: "لقد قوِّضت صدقيتنا وبقينا معزولين" بسبب "انتهاك الثقة"، وبسبب "سلسلة أخطاء وسوء حسابات"، و"اجراءات انفرادية ومطالب عزلت أميركا عن بقية الدول التي نحتاجها في مكافحة الارهاب". وزاد ان سياسات الادارة الحالية "كلفت أمتنا سمعتها" بسبب "التطرف". وتابع ان الولاياتالمتحدة، في عهد الادارة الجمهورية "كافأت سهواً أعداءها باعلانها استراتيجية الحرب الاستباقية المخيفة والمبعثرة". وحمّل كارتر هذه الادارة مسؤولية تجميد عملية السلام للشرق الأوسط وتعريض انجازات الرؤساء السابقين للخطر. وأشار الى انه بدلاً من البناء على الانجازات "فإن العنف يطوق البلاد المقدسة ومشاعر المعاداة للأميركيين تعم المنطقة". ودعا الى "تحالف عالمي ضد الارهاب مع تجنب الحروب غير الضرورية". وقال ان تعريف دور قيادة أميركا في العالم يعتمد على ما إذا كانت أميركا ستنطلق من "وحدة الشعب الأميركي وكرامته" ومن "عقائد التطرف والتلاعب على الحقيقة". ووجه كارتر رسالة الى العالم: "لا تقللوا من شأننا... فنحن لا تنقصنا القوة أو الحكمة".