ركّز الديموقراطيون في اليوم الثاني لمؤتمرهم الحزبي في بوسطن أمس، على الجانب الإنساني لمرشحهم الرئاسي جون كيري، بعدما استمع المؤتمر في ليلة الافتتاح لكلمات ديموقراطيين بارزين من بينهم الرئيسان السابقان بيل كلينتون وجيمي كارتر وآل غور نائب الرئيس السابق. وكان تبني برنامج حزبي غير ملزم يوضح موقف كيري من مجموعة من القضايا مثل العراق والضرائب والرعاية الصحية. واتهم الرئيس الجمهوري جورج بوش بالاستعجال في خوض الحرب من دون الحصول على مساندة دولية كافية، لكنه تعهد في الوقت نفسه بتعزيز الجيش الأميركي والقوات الخاصة. متحدثون في اليوم الثاني وتحدثت في الليلة الثانية امس، تيريزا هاينز كيري زوجة السناتور الديموقراطي الذي يأمل في دخول البيت الأبيض وابنه بالتبني كريس هاينز، إلى جانب رون ريغان، ابن الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان الذي طالب بتخفيف القيود على أبحاث خلايا المنشأ. كما كانت كلمة لباراك اوباما المرشح الديموقراطي لمجلس الشيوخ. وتخلل هذا الطابور المتنوع من المتحدثين، ظهور إدوارد كنيدي أحد رموز الحزب البارزين، شقيق الرئيس الراحل جون كنيدي وزميل كيري في مجلس الشيوخ في ماساتشوستس. ومن المنتظر أن يرشح اكثر من أربعة آلاف عضو في الحزب الديموقراطي في مؤتمره العام كيري اليوم، رسمياً، لينافس الرئيس بوش في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكان من المنتظر وصول جون إدواردز نائب كيري الى بوسطن مساء، ليلقي اليوم خطابه الذي يقبل فيه ترشيح الحزب. كلينتون وفي كلمته التي ألقاها في اليوم الأول للمؤتمر، أجج الرئيس السابق بيل كلينتون الجماهير الحاضرة، بقوله: "يواجه الناخبون خياراً صعباً بين الرؤية الديموقراطية التي تعدهم بفرص عمل على أرض الوطن وتعاون مع الخارج، في مقابل رؤية جمهورية تعتبر شديدة الميل إلى اليمين". وألقى كلينتون الذي قدم نفسه على انه "مجرد جندي" في المعركة الديموقراطية للوصول الى الرئاسة، كلمته وسط تصفيق حاد. وركز على ما اعتبره "فروقات بين الديموقراطيين والجمهوريين"، معتبراً أن الحزب الأول يريد أميركا "أكثر أماناً، اكثر ذكاء وأكثر قوة"، فيما يرغب الثاني بأميركا "يقودها اليمينيون". وهاجم كلينتون أعمال حكومة خلفه بوش بصورة منهجية، واعداً الديموقراطيين بقيادة "حملة إيجابية" حتى موعد الانتخابات. وحمل الجمهوريين مسؤولية انقسام أميركا. وقال إن الحزب الديموقراطي يؤمن بالتعاون مع حلفاء الولاياتالمتحدة، على عكس الحزب الجمهوري الذي لا يتعاون مع الحلفاء إلا "إذا اضطر لذلك". وانتقد بتهكم قيام الحكومة الحالية بإبقاء خفض الضرائب على الأغنياء من خلال خفض موازنة ابرز البرامج الاجتماعية. وتحدث عن سلسلة قرارات لإدارة بوش تتعلق بالاقتصاد والأسلحة والبيئة معتبراً إياها كارثية. وقدمت لكلينتون زوجته هيلاري رودهام سناتور نيويورك، والتي منحت في كلمتها كيري كل التأييد بوصفه "رجلاً نحتاج إليه ليكون رئيسنا وقائدنا". هيلاري وألقت الأميركية الاولى السابقة بثقلها، مؤيدة ترشيح جون كيري، قائلة إن المرشح المرتقب للديموقراطيين لن يجعل العالم معادياً للولايات المتحدة. وقالت: "سيقود العالم بدلاً من إثارة عداوته. جون كيري رجل جاد لمنصب خطير". وكانت هيلاري كلينتون التي يعتقد أنها تطمح في الوصول إلى الرئاسة، استبعدت من إلقاء كلمة في المؤتمر، لكن بعد تذمر في صفوف الحزب دعاها كيري بنفسه الى تقديم كلمة الناطق الرئيسي في افتتاح المؤتمر وهو زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. كارتر ينتقد "أخطاء" بوش بدوره، أعرب الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر عن اسفه لتلاشي تعاطف العالم اجمع مع اميركا بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، نتيجة "سلسلة غير منقطعة تقريباً من الأخطاء" التي ارتكبتها إدارة بوش. وفي وقت أوصى منظمو المؤتمر الديموقراطي بتجنب "التعرض لبوش" لتمرير رسالة إيجابية، وجه كارتر 80 عاماً الى بوش انتقادات حادة، داعياً الى تغييرات جذرية للسياسة الخارجية. وقال: "تناثرت صدقيتنا شظايا، مما يحملنا على الشعور بمزيد من العزلة وبالتهديد الدائم في عالم معاد لنا". وخلص كارتر الى القول: "لأن حلفاءنا متفرقون والعالم يضمر لنا العداء والشرق الأوسط يشتعل، نحن بحاجة الى كيري". غور وكان نائب كلينتون آل غور المرشح الديموقراطي للرئاسة لعام 2000، تحدث قبل الرئيسين الديموقراطيين السابقين كارتر وكلينتون. وقال إن بوش خان الناخبين الذين أيدوا وعوده في انتخابات الرئاسة السابقة. وأعاد غور الى الأذهان فوز بوش في انتخابات فلوريدا المتنازع عليها. وافتتح رئيس الحزب الديموقراطي تيري مكوليف المؤتمر رسمياً قبل نحو ثلاثة شهور من موعد انتخابات الرئاسة. وقال: "مهمتنا خلال الأيام الأربعة المقبلة هي أن نثبت لجميع الأميركيين إن وصول جون كيري وجون إدواردز إلى البيت الأبيض، سيجعل أمتنا وشعبنا أكثر قوة مرة أخرى في الداخل وسيعيد إليهما احترام العالم". وينتظر أن يلقي كيري كلمة يعلن فيها قبوله ترشيح الحزب لخوض الانتخابات مساء الخميس، آخر أيام المؤتمر. الاميركيون لا يعرفون كيري على صعيد آخر، اكد اكثر من نصف الناخبين الاميركيين انهم لا يعرفون الكثير عن كيري، بحسبما افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "واشنطن بوست" ومحطة "اي بي سي" التلفزيونية. وقال 54 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع انهم "غير معتادين" على مواقف السناتور الديموقراطي، في مقابل 25 في المئة فقط يقولون العكس. وبين الديموقراطيين، قال 46 في المئة انهم غير متأكدين من موقع كيري الذي يفترض ان تعمل التغطية الاعلامية لمؤتمر الحزب الديموقراطي على التعريف به في شكل افضل.