تشهد الساحة السياسية العراقية جدلاً واسعاً في شأن المشاركة او عدمها في "المؤتمر الوطني العراقي" الذي ستحضره الف شخصية لاختيار مئة عضو يشكلون "المجلس الاستشاري". وتواجه "المؤتمر الوطني" معارضة من قوى سياسية واجتماعية ودينية على حد سواء خصوصاً "هيئة علماء المسلمين" وتيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر على خلفية ان المؤتمر هو "احدى واجهات هيمنة الاحتلال" في العراق. ويبدو ان القوى المعارضة ل"المؤتمر الوطني" ارتأت التجمع في مؤتمر مواز يسمى "المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي" ويضم تشكيلة من القوى الشيعية والسنية، العربية والكردية بهدف وضع آليات لمواجهة تبعات تنظيم "المؤتمر الوطني" الذي ترعاه الحكومة العراقية باعتباره احد مخارج العملية السياسية واحدى الوسائل للخروج من دوامة العنف الراهنة. في هذا السياق، قال جواد الخالصي، امام الروضة الكاظمية والامين العام ل"المؤتمر التأسيسي الوطني" ل"الحياة" ان اللجنة المشرفة على عقد "المؤتمر الوطني" برئاسة فؤاد معصوم وجهت دعوة الى "المؤتمر التأسيسي" للمشاركة في "المؤتمر الوطني"، مضيفاً ان الرد على الدعوة كان بالرفض. وزاد: "موقفنا ثابت ولن يتغير لأن المؤتمر الوطني العراقي ناشئ على قاعدة وجود الاحتلال وقانون ادارة الدولة الموقت الذي اعتمده مجلس الحكم المنحل غير الشرعي". ورأى ان موقف "المؤتمر التأسيسي، الذي يضم القوى الوطنية العراقية والمناهض للاحتلال وكل اشكاله، يبدو اكثر تعبيراً عن مواقف الشارع العراقي الميالة الى اوضاع سياسية اكثر سيادة واستقلالية". وكشف ان "المؤتمر التأسيسي" قدم اقتراحين الى معصوم يقضي الاول بتعزيز استقلال "المؤتمر الوطني" وذلك بتبني جدول زمني لمغادرة القوات المتعددة الجنسية والثاني، ان يعرض "المؤتمر التأسيسي" قائمة من مئة شخصية الى جانب قائمة المئة شخصية التي سيختارها "المؤتمر الوطني" على ان يجري الاحتكام الى الشارع العراقي لاختيار واحدة من هاتين القائمتين التي ستمثل اعضاء المجلس الاستشاري الذي يعد بمثابة البرلمان خلال المرحلة الانتقالية حتى اجراء الانتخابات العامة. واشار الخالصي الى ان احدى الميزات المهمة في "المؤتمر التأسيسي" انه جمع في تركيبته اعضاء من السنة وعلماء من النجف وشخصيات من كردستان العراق، كما سيضم اليه شخصيات مسيحية وطنية. وقال ان "دور الشيعة العراقيين يكمن في ترسيخ الوحدة الوطنية وبناء جسور الصلة والتواصل مع العالمين العربي والاسلامي"، متهماً "عناصر مندسة" في الوسط الشيعي بمحاولة "جر البلد الى الخراب". واكد ان تيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بعث رسالة الى "المؤتمر التأسيسي" الوطني يعلن فيها مشاركته في "المؤتمر التأسيسي" وموافقته تماماً على مواقفه من الوضع السياسي الحالي في العراق.