يستهل الرئيس الأميركي جورج بوش غداً، جولته الأوروبية التي تشمل إيطالياوفرنسا ويختتمها بزيارة مدينة نورماندي الواقعة على الساحل الشمالي للمحيط الأطلسي التي تشهد الأحد المقبل، الاحتفالات بالذكرى الستين للإنزال البحري الذي نفذه الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، مما فتح الطريق إلى تحرير أوروبا من قبضة ألمانيا النازية. ومهدت السلطات الأميركية لزيارة بوش لايطاليا التي تحتضن بدورها الاحتفال بالذكرى الستين لتحرير روما في الحرب العالمية الثانية، بتحذير رعاياها في روما من خطر "تفاقم العنف" بسبب التظاهرات المتوقعة ضد الحرب على العراق وتجاوزات العسكريين الأميركيين في سجن أبو غريب، والتي توقعت خروج بعضها عن الإطار السلمي. ويلتقي بوش الرئيس كارلو إزيليو تشامبي ورئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني والبابا يوحنا بولس الثاني، الذي دان علناً الأسبوع الماضي، التعذيب "الذي لا يمكن السكوت عنه، كونه إهانة للكرامة الإنسانية". وينتقل بوش في اليوم التالي إلى فرنسا حيث يستهل سلسلة اجتماعاته المقررة هذا الشهر مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، من أجل بحث موضوع إضفاء صبغة دولية أوسع على المهمة في العراق واعتماد أسلوب جديد متعدد الأطراف لحل الأزمة فيها. ممثل "الرجال الشجعان" وسيحضر بوش احتفالات الذكرى الستين للإنزال البحري في النورماندي إلى جانب 16 رئيس دولة وحكومة، من بينهم ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ورئيس الوزراء توني بلير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد ورئيس الوزراءالكندي بول مارتين، ونحو 8 آلاف من المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية و15 ألف مدعو. ويمثل المستشار الألماني غيرهارد شرودر بلاده للمرة الأولى في الاحتفالات، ما يعني بحسب قوله أن الحرب العالمية الثانية انتهت إلى الأبد، وأصبحت ألمانيا تصنف شريكة للحلفاء. وكان رئيس الوزراء الفرنسي السابق لوران فابيوس أعلن في كلمة ألقاها في جامعة شيكاغو الأسبوع الماضي، أن بلاده سترحب ببوش باعتباره رئيساً ل"الرجال الشجعان الذين قاموا بتضحيات في سبيل الحرية، لكننا نرى في الوقت ذاته بأنه معارض للقيم التي جعلتنا نحب الولاياتالمتحدة". وقارن بوش في خطابه الأخير قبل جولته الاوروبية والذي ألقاه في أكاديمية السلاح الجوي، بين الحرب التي تشنها إدارته على الإرهاب والحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن الشرق الأوسط جبهة أساسية في هذه الحرب على غرار أوروبا في الأربعينات. وقال بوش: "العالم يعتمد على بلادنا لتقود قضية الحرية والسلام. هذه هي المهمة التي وضعها لنا التاريخ، في حين يشكل التصادم بين العقائد لحظة فاصلة لبلادنا والعالم المتحضر، مثلما كان الحال خلال الحرب العالمية الثانية". وتمهد الجولة الأوروبية لبوش طرح أفكار يتوقع تناولها خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني التي تستضيفها الولاياتالمتحدة من 8 إلى 10 الجاري، في جزيرة سي آيلاند الواقعة قبالة ولاية جيورجيا. وتركز القمة على قضية الإصلاح الديموقراطي في الشرق الأوسط والجهود التي يجب بذلها للحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل.