قال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز في شهادة امام الكونغرس امس، ان الكم الهائل من المؤشرات التي تلقاها العسكريون قبل اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، في شأن تهديد ارهابي، دفعهم الى "توقع الاعتداءات في شبه الجزيرة العربية وليس على الاراضي الاميركية". راجع ص 8 وأشار الى ان الادارة الفيديرالية للطيران في الولاياتالمتحدة، اصدرت تحذيرات طوال شهور سبقت الاعتداءات، "لكنها افتقدت الدقة وتناولت خصوصاً تهديدات ضد مواطنين اميركيين في الخارج، وعمليات خطف تقليدية لطائرات". جاء ذلك غداة صدور مسودة تقرير لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول التي اظهرت "اختلافاً في الطموحات" بين زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن وخالد الشيخ محمد، الباكستاني الاصل و"العقل المدبر" للاعتداءات المعتقل في اميركا والذي افيد انه بدأ في اعداد خططها منذ عام 1996. وتمثل الاختلاف في اصرار بن لادن على عدم توسيع الاعتداءات، في مواجهة طلب خالد الشيخ خطف عشر طائرات دفعة واحدة، وتحطيمها في البيت الابيض ومبنى الكابيتول حيث مقر الكونغرس، اضافة الى مقري وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي ومكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي الى جانب منشآت نووية في كاليفورنيا وواشنطن. وأصر بن لادن على حصر الهجمات بالبيت الابيض ومبنى وزارة الدفاع البنتاغون. ولا يستبعد ارتباط "الطموح المحدود" لبن لادن بعدم اقتناعه بأهمية الخطة البديلة لخالد الشيخ، في حال تحركت الدفاعات الجوية الاميركية بفاعلية، لاسقاط الطائرات ومنعها من الوصول الى اهدافها. كذلك، لم يرض بن لادن باقتراح خالد الشيخ خطف طائرة بنفسه وقتل الركاب الذكور جميعهم على متنها، قبل انزالها في احد المطارات والمبادرة الى تحرير النساء والاطفال امام عدسات التلفزيون، واستغلال الفرصة لإلقاء خطاب يندد بسياسة الادارة الاميركية في الشرق الاوسط. على صعيد آخر، اعلنت وزارة الداخلية الفرنسية امس ان دمشق سلمت باريس المتشدد الجزائري سعيد عارف الذي يشتبه في علاقته ب"القاعدة" و"خلية فرانكفورت"، وذلك بعد بضع ساعات على توقيفه في سورية. ويفترض ان يمثل عارف الملقب ب"سليمان شاباني" و"عبدالرحمن"، امام القاضي جان لوي بروغيير المتخصص بمكافحة الارهاب، لاستجوابه في شأن علاقته بمخطط احبط، يقضي بتنفيذ اعتداء على كنيسة او سوق في ستراسبورغ شرق فرنسا عام 2000. ونقلت الداخلية الفرنسية عن خبراء في مكافحة الارهاب ان عارف مقرب جداً من "القاعدة" و"يتمتع بأهمية معينة"، مشيرة الى ان الاجهزة الامنية الفرنسية تلاحقه منذ شهور طويلة، بالتعاون مع اجهزة امنية اجنبية. ولد عارف في 5 كانون الاول ديسمبر 1965 في وهران، وفر من الجيش الجزائري حيث كان يخدم برتبة نقيب، وتوجه الى افغانستان حيث تلقى تدريباً في معسكرات "القاعدة".