سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"القاعدة" بدأت منذ عام 1997 التخطيط لخطف طائرات ومراقبة مبانٍ فيديرالية وتجنيد خلايا . البيت الأبيض ينشر مذكرة مؤرخة قبل 11 ايلول تتضمن تحذيرات لبوش من هجمات لبن لادن
تحولت مذكرة نشرها البيت الابيض ليبعد عنه تهمة التقصير في تلمس التحذيرات في شأن اعتداءات ارهابية في الولاياتالمتحدة، الى مستند لادانة ادارة الرئيس جورج بوش بعدم التصدي للتحذيرات الاستخباراتية الواردة في المذكرة التي اطلع عليها قبل شهر تقريباً من هجمات 11 ايلول سبتمبر، خصوصاً وانها تضمنت اشارات واضحة الى خطر الارهاب الداهم. وفتح نشر المذكرة الباب امام نقاش يضع بوش في موقف حساس قبل سبعة اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية. بات واضحاً ان الادارة الاميركية تلقت تحذيرات كافية قبل اكثر من شهر من هجمات 11 ايلول 2001 عن احتمال وقوع اعتداءات ينفذها تنظيم "القاعدة" على اراضي الولاياتالمتحدة وتشمل ايضاً عمليات خطف طائرات. وتأكد ذلك من خلال المذكرة الصادرة عن اجهزة الاستخبارات والتي تسلمها الرئيس الاميركي جورج بوش في السادس من آب اغسطس 2001، ونشرها البيت الابيض تحت الضغط اول من امس. وأوردت المذكرة وعنوانها "بن لادن مصمم على الضرب في الولاياتالمتحدة" معلومات نقلاً عن "مصادر سرية وحكومات اجنبية ووسائل اعلام"، مفادها ان بن لادن يسعى منذ 1997 الى تنفيذ اعتداءات ارهابية في الولاياتالمتحدة. ونقلت ان مصدراً سرياً آخر كشف عام 1998 ان خلية تابعة لاسامة بن لادن في نيويورك "تجند اميركيين مسلمين لتنفيذ اعتداءات"، في حين اشارت الى تلقي اتصال هاتفي من السفارة الاميركية في الامارات في ايار مايو 2001 يحذر من ان "مجموعة او انصاراً لبن لادن يتواجدون في الولاياتالمتحدة من اجل الاعداد لعمليات تفجير". وربطت المذكرة التحذير من نيات بن لادن لخطف طائرة اميركية، بمحاولة الافراج عن "الشيخ الضرير" عمر عبدالرحمن ومتطرفين آخرين معتقلين في الولاياتالمتحدة، لكنها "مؤشرات الى نشاطات مشبوهة شملت الى خطف طائرات، عمليات اخرى على غرار مراقبة المباني الفيديرالية في نيويورك". وكان البيت الابيض هدف من نشر المذكرة الى تعزيز الشهادة التي ادلت بها مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس امام لجنة التحقيق في اعتداءات 11 ايلول، الاسبوع الماضي، واكدت فيها عدم دقة المعلومات الواردة في تحذيرات الاستخبارات لجهة "مكان وطبيعة الاعتداءات" المتوقعة. وكانت رايس كشفت عنوان الوثيقة للجنة المستقلة التي طالبت برفع السرية عن مضمونها بالكامل. وارفقت الرئاسة الاميركية المذكرة ببيان توضيحي اعترفت فيه بأن التقرير الرئاسي اليومي المح الى احتمال خطف طائرات لكنه لم يتحدث عن امكان استخدامها كأسلحة، "علماً ان هذه المذكرة اعدت رداً على اسئلة طرحها الرئيس بوش عن احتمال وقوع هجمات داخل الولاياتالمتحدة يشنها تنظيم القاعدة". وتابع البيان ان سعي بن لادن الى ارتكاب اعتداءات في الولاياتالمتحدة "كان امراً معروفاً، ومعظم المعلومات الواردة في التقرير هي تحليلات لاعتداءات ارهابية ارتكبها التنظيم في الماضي وتذكير بمحادثات تتعلق بمعلومات عامة عن تهديدات تعود الى نهاية التسعينات". تجاهل تحقيقات كول الى ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي ووكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي ان محققي الوكالة في شأن الاعتداء على المدمرة الاميركية كول عام 2000 اخفقوا في ربط بعض المؤشرات بالاعداد لاعتداءات 11 أيلول وترتبط تحديداً بخالد المحضار ونواف الحازمي اللذين شاركا في تنفيذ الاعتداءات الاخيرة. وكانت ال "سي آي أي" اطلعت على مشاركة المحضار والحازمي بإجتماع ل"القاعدة" مطلع عام 2000 في ماليزيا ضمهما الى خالد الشيخ محمد احد مساعدي اسامة بن لادن المكلفين بالعمليات والمحتجز حالياً في الولاياتالمتحدة، لكن الوكالة لم تدرجهما ضمن لائحة الاجانب المحظور عليهم دخول البلاد إلا في آب أغسطس 2001، بعدما كانا دخلا. من جهتهم، المح اعضاء لجنة التحقيق في احداث 11 ايلول والذين ينتمون الى الحزبين الديموقراطي والجمهوري معاً، الى رؤيتهم المختلفة للمذكرة. وابدى العضو الديموقراطي بوب كيري السناتور السابق عن محافظة نيبراسكا غير المرشح الرئاسي جون كيري اعتقاده بأن مضمون المذكرة شكل تحذيراً كافياً لبوش من اجل المطالبة بالحصول على معلومات اكثر دقة حول خطر اختطاف طائرات محلية، علماً ان المذكرة لم تحدد اسلوب تعامل الرئيس الاميركي مع مضمونها. وقال كيري: "خالفت المذكرة بوضوح تلمحيات الادارة الاميركية الى أن المعلومات التي تلقتها ربطت التهديدات بالخارج وليس الداخل، وبالتالي عدم استنفارها الاجهزة الامنية تجاهها". وبدوره، وصف العضو الديموقراطي الآخر ريتشارد بين فينيست والذي اشرف على التحقيقات في قضية "ووترغايت" في السبعينات، المذكرة، بوثيقة "تاريخية" اوجبت اجراء تحقيقات دقيقة اضافية وتعزيز الاجراءات الامنية الداخلية، "خصوصاً ان الاشارة الى خطر داهم من قبل القاعدة لم يتضمنه هذا التقرير فقط بل40 تقريراً آخر تسلمها في الاشهر الثمانية الاولى من ولايته". من جهته، استغرب العضو الجمهوري في لجنة التحقيق جايمس طومسون والذي شغل سابقاً منصب حاكم ولاية ايلينويز عدم اتخاذ بوش اي مبادرة تجاه التهديدات بعدما بعثت الدخان الابيض الفعلي حول الخطر الداهم". وكان المنسق السابق لمكافحة الارهاب في البيت الابيض ريتشارد كلارك اتهم ادارة بوش بالتقصير في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم "القاعدة"، منذ وصوله الى السلطة في كانون الثاني يناير 2001.