اصرّ الرئيس الاميركي جورج بوش امس، على انه كان مرتاحاً الى تعاطي ادارته واجهزة الاستخبارات الاميركية مع تحذيرات من هجمات ارهابية قبل 11 أيلول سبتمبر 2001، على رغم نشر مضمون مذكرة تلقاها قبل نحو شهر من الهجمات اشارت الى قيام زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن بتجنيد خلايا في نيويورك لشن عمليات ارهابية تشمل ايضاً خطف طائرات. راجع ص8 واثار نشر المذكرة المؤرخة في السادس من آب اغسطس 2001، ردود فعل سلبية بالنسبة الى البيت الابيض، واجمع المعلقون على انعكاساتها الضارة بالنسبة الى الادارة الاميركية، كون المذكرة وضعت بوش وكبار معاونيه آنذاك في الصورة الكاملة لخطط بن لادن واساليبه ونواياه في استهداف مبان فيديرالية في نيويورك وواشنطن، الى درجة انه لم يغب عن التحذيرات سوى الموعد المحدد لشن الهجمات. وبدا ان المذكرة التي امرت لجنة التحقيق في "11 أيلول" بنشرها بعدما استندت اليها مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس في شهادتها الاسبوع الماضي، دعمت شهادة ريتشارد كلارك المسؤول السابق عن ملف الارهاب في البيت الابيض والذي اتهم ادارة بوش بالتقصير. ولكن بوش نفى للصحافيين امس، ان تكون المذكرة تضمنت "اي معلومات عن عزم الارهابيين على شن اعتداء داخل اميركا"، مشيراً الى ان قراءته للمذكرة جعلته "مرتاحاً" الى ان العملاء الفيديراليين "يسيطرون على الوضع" في ما يتعلق بالتهديدات الارهابية و"ينظرون الى الامور بمختلف جوانبها". واضاف بوش في تكساس امس: "لو كانت هناك معلومات استخباراتية محددة تشير الى تهديدات باعتداءات في نيويورك وواشنطن، لكنت حركت الجبال لتفاديها". ولكن المذكرة التي حملت عنوان "بن لادن مصمم على الضرب في الولاياتالمتحدة" اوردت معلومات نقلاً عن "مصادر سرية وحكومات اجنبية ووسائل اعلام"، مفادها ان بن لادن يسعى منذ 1997 الى تنفيذ اعتداءات ارهابية في الولاياتالمتحدة. وافادت ان مصدراً سرياً آخر كشف عام 1998 ان خلية تابعة لاسامة بن لادن في نيويورك "تجند اميركيين مسلمين لتنفيذ اعتداءات"، في حين اشارت الى تلقي اتصال هاتفي من السفارة الاميركية في الامارات في أيار مايو 2001 يحذر من ان "مجموعة او انصاراً لبن لادن يتواجدون في الولاياتالمتحدة من اجل الاعداد لعمليات تفجير". وتزامن الكشف عن المذكرة مع اعتراف مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي ووكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي بأن محققي الوكالة الذين كانوا ينظرون في الاعتداء على المدمرة الاميركية كول عام 2000، اخفقوا في الربط بين بعض المؤشرات التي كانت ستقودهم الى التحضيرات لاعتداءات 11 أيلول. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر استخباراتية ان تلك المؤشرات كانت ترتبط تحديداً بمعلومات عن خالد المحضار ونواف الحازمي اللذين شاركا في تنفيذ "11 أيلول". وأوضحت المصادر ان ال"سي آي أي" علمت بمشاركة المحضار والحازمي بإجتماع ل"القاعدة" في ماليزيا مطلع عام 2000 ضمهما الى خالد الشيخ محمد المحتجز حالياً في الولاياتالمتحدة. ويعتقد ان هذا الاجتماع كان مخصصاً للتحضير ل11 أيلول. لكن "سي آي أي" لم تدرج اسمي المحضار والحازمي ضمن لائحة الاجانب المحظور عليهم دخول البلاد، إلا في آب أغسطس 2001، بعدما كانا دخلا الى الاراضي الاميركية. ووضع نشر تلك المعلومات البيت الابيض في موقف حرج في ذروة الحملة لاعادة انتخاب الرئيس بوش لولاية ثانية. وانتقد معلقون تبريرات ساقها مسؤولو البيت الابيض لعدم التعامل في الشكل المناسب مع التحذيرات الواردة في المذكرة، ومن بين هذه التبريرات "تلقي الادارة الاميركية مؤشرات يومية وهمية الى اعتداءات مختلفة". ورأى بعض المعلقين انه كان على ادارة بوش التعاطي بجدية اكبر مع التحذيرات خصوصاً ان العقل المدبر للهجمات هو بن لادن الذي نجح في السابق في ضرب المصالح الاميركية في مواقع افريقية وشرق اوسطية عدة.