شهدت سوق الاتصالات العالمية متغيرات عدة اخيراً، ابرزها دخول منتجات "الجيل الثالث" من الخلويات، الذي يشار اليه باسم 3G الى مرحلة متقدمة من الانتشار في السوق. وتتبارى الشركات الكبرى للخلوي في تسويق منتوجاتها من هذا النوع. وفي هذا السياق، طرحت شركة "نوكيا" NOKIA، التي تتصدر قائمة صُنَّاع اجهزة الهواتف النقالة في العالم، خلوياتها من الجيل الثالث. وركزت الشركة على تزويدها إمكان الاتصال بالشبكات المتقدمة من نوع "دبليو سي دي ام ايه"، WCDMA التي تعطي سرعة عالية في الاتصال مع الانترنت. وفي لقاء خاص مع "الحياة"، يشرح وليد منيمنة نائب رئيس شركة "نوكيا" في الشرق الاوسط وافريقيا واوروبا، مزايا الجيل الثالث للشركة ورؤيته لمستقبل قطاع الاتصالات في الشرق الاوسط في ظل سياسة تحرير الاسواق وتوافر التكنولوجيا الحديثة. والحال انه اول عربي يتبوأ مثل هذا المنصب الرفيع على مستوى قطاع الاتصالات العالمي. يؤكد منيمنة ان معدل الانفاق الفردي في الشرق الاوسط على اتصالات الخلوي تعتبر الاعلى في العالم، ما حدا بشركات الاتصالات ومن بينها "نوكيا" الى توجيه اهتمامها في شكل متزايد الى هذه المنطقة. ويشير الى ان عدد مستخدمي الموبايل في الشرق الاوسط سيصل الى نحو 120 مليوناً مع حلول العام 2007. وفي خصوص تحقيق نجاح في قطاع الاتصالات في المنطقة، يميز منميمنة بين مستخدمي الخلوي للاتصال، واولئك الذين يستخدمون امكاناته الكاملة في الاعلام المتعدد الوسائط "ميلتي ميديا" MultiMedia . ويرى ضرورة اختراق الاسواق والتوجه نحو مستخدمين جدد، وخصوصاً ذوي المداخيل المنخفضة. "مثلاً في باكستان، يتطلع مشغلو القطاع الى نموذج عمل يكون فيه معدل الاستخدام خمسة دولارات فقط". انترنت الخلوي بنصف دولار! ويشير منيمنة الى بعض الوقائع الاساسية المميزة للسوق العربي. "تفضل اكثرية المستخدمين في الشرق الاوسط البطاقات المدفوعة سلفاً. مثلاً في الفيليبين، لاقت هذه الخدمة رواجاً واسعاً لدى تطبيقها عبر شبكة الانترنت، اذ بلغ سعر التعبئة الواحدة نصف دولار اميركي فقط"! ويُنَبِّه الى السوق الكبيرة الكامنة في امكان تحويل مستخدمي الخطوط الثابتة الى الخلوي، اذا ما امكن اقناعهم بان هذه الخطوة تسهم في تقليص الأعباء. "تدرس شركات عدة في اوروبا منح موظفيها اجهزة موبايل بدلاً من الخطوط الثابتة. واظهرت دراسة أجريت في هذا المجال ان هذه الخطوة توفر اعباء على تلك الشركات". وراهناً، تنتشر في العالم العربي الخلويات المزودة بكاميرات رقمية، مع امكان ارسال وتلقي رسائل فيديو "ام ام اس" MMS. ويشير منيمنة الى ان الارباح الاساسية في سوق الاتصالات تأتي راهناً من الاتصالات الصوتية، اي المكالمات العادية. التي شكلت 87 في المئة من السوق عام 2003. ويتوقع ان تنخفض هذه النسبة الى 71 في المئة في المستقبل. وفي المقابل، فإن السنوات المقبلة قد تشهد توسعاً سريعاً في خدمات التخاطب برسائل الفيديو، مما يسرع الخطى في تلاقي التكنولوجيات المعلوماتية مع الاتصالات CONVERGENCE of Information Communication Technologies ويشرح منيمنة تطور خدمات نقل المعلومات عبر الخلوي، التي يؤمنها الجيل الثالث ل"نوكيا". ويشدد على ان سرعة نقل بيانات الانترنت عبر تلك الخلويات توازي سرعتها في "خط المشترك الرقمي" او "دي اس ال" DSL ، اي الخطوط التي توصف بانها تتمتع بموجة اتصال واسعة النطاق. واضاف ان "هذه الخدمة طورت عبر تطوير برامج المعلوماتية التي تدير شبكات الاتصال، اي انها لا تتطلب تعديلات كبيرة في البنية التحتية وشبكاتها". وحول مدى تكيف البنية التحتية للاتصالات في الشرق الاوسط مع هذه التقنية المتطورة، اكد منيمنة ان "معظم دول المنطقة لديها تغطية كاملة في شبكات "جي اس ام" GSM، لكن استخدام الخلوي في تبادل البيانات لا يزال منخفض المستوى، والجيل الثالث سيكون عاملاً اساسياً في التغيير". واوضح ان شركة "نوكيا" "تواصل تسريع نموها في المنطقة عبر المشاركة في نشاطات جديدة... بدأنا نكسب خبرة في التشغيل، مثلاً بدأنا منذ أسبوعين العمل في الهند بمساعدة مشغل شبكة هناك".