تنطلق في هولندا وبريطانيا اليوم، انتخابات البرلمان الأوروبي التي تأتي بعد شهر ونصف الشهر من التوسع التاريخي للاتحاد من 15 إلى 25 دولة. وتستكمل في إيرلندا وتشيخيا غداً، وفي إيطاليا ومالطا ولاتفيا بعد غد، قبل أن تتوجه بقية الدول إلى صناديق الاقتراع الأحد المقبل. ويرجح احتفاظ المحافظين في الحزب الشعبي الأوروبي بهيمنتهم على حساب اليسار في البرلمان الذي سيرتفع عدد مقاعده من 626 إلى 732 مقعداً، في وقت يتخوف كثيرون من تدني نسبة التصويت بسبب ارتفاع نسبة المعارضين للاتحاد في الدول العشر المنضمة حديثاً، خصوصاً بولندا وتشيخيا التي يخشى أن تراوح نسبة التغيب فيها من 70 إلى80 في المئة. وكشف إحصاء أجراه معهد "آي أو أس غالوب" أن 49 في المئة فقط من الناخبين، متأكدون من الإدلاء بأصواتهم، علماً أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة عام 1999 سجلت خفضاً قياسياً وصل إلى .849 في المئة. وفي ألمانيا التي تتمتع بأكبر عدد من النواب الأوروبيين 99، يأمل اليمين في أن يصوت الناخبون ضد الإصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها المستشار الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر والتي لا تحظى بتأييد شعبي. وتبدو الانتخابات صعبة بالنسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ونظيره الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني، في ظل معارضة واسعة لسياساتهما الداخلية والخارجية، علماً أنه يتوقع حصول اختراق ل"حزب الاستقلال" البريطاني الصغير الذي يدعو إلى انسحاب فوري للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. في المقابل، يتطلع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغس ثاباتيرو إلى تعزيز موقعه بعدما وفى بوعد سحب القوات الإسبانية من العراق. حذر أمني في إيطاليا ومع اقتراب موعد الانتخابات، حذّرت أجهزة الأمن الإيطالية من احتمال تكرار سيناريو هجمات مدريد في 11 آذار مارس الماضي، على أراضيها. ودعا القاضي ستيفانو دامبروزو الذي يشرف على ملف التحقيق في نشاطات الجماعات الأصولية المتّهمة بالانتماء إلى تنظيم "القاعدة" إلى التعامل بجدية مع التهديدات الإرهابية. ولفت دامبروزو إلى تغيّر في استراتيجية الحركات الإرهابية التي صارت تستغل الوسائل التكنولوجية كالانترنت من أجل الدعاية وكسب المزيد من الأنصار. وقال: "جرى الإعلان عن أحداث مدريد في كانون الأول ديسمبر 2003 من طريق رسالة واضحة على شبكة الانترنت نشرها موقع إنكليزي طالب بوجوب ضرب حكومة أثنار".