حقق الاشتراكيون فوزاً غير متوقع في الانتخابات الاشتراعية التي جرت في إسبانيا الأحد الفائت متقدمين بفارق كبير على المحافظين الذين يتزعمهم رئيس الحكومة خوسيه ماريا أثنار، وذلك بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات الإرهابية التي أسفرت عن سقوط مئتي قتيل في مدريد. وشددت الصحف الإسبانية أمس، على "الانقلاب التاريخي" الذي سببته المجزرة التي وقعت الخميس. وفاز حزب العمال الاشتراكي الإسباني ب46،42 في المئة من أصوات الناخبين. وسيشغل 164 مقعداً في مجلس النواب، أي أقل ب12 نائباً من الغالبية المطلقة لكن بزيادة 39 مقعداً عن تلك التي كان يشغلها منذ انتخابات العام 2000. أما الحزب الشعبي اليميني الذي يتزعمه أثنار فحصل على .6437 في المئة من الأصوات. وسيشغل 148 مقعداً في مجلس النواب، ليفقد بذلك 35 من المقاعد التي فاز بها في الانتخابات الاشتراعية السابقة التي حصل فيها على الغالبية المطلقة. وقال الأمين العام للتنظيم في الحزب الاشتراكي خوسيه بلانكو في مؤتمر صحافي في مدريد أن الحزب الاشتراكي "قادر على تولي مسؤولية الحكومة". وقال ماريانو راخوي الذي كان مرشحاً لمنصب رئيس الحكومة عن الحزب الشعبي إنه "هنأ" منافسه الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. ورأى أن الانتخابات "تأثرت حتماً بالاعتداءات الرهيبة" الخميس. وصرح المتحدث باسم الحكومة إدواردو ثابلانا بأن "من الواضح أن هناك ظروفاً سببت صدمة في المجتمع الإسباني". وفي مقر الحزب الاشتراكي، أعلن ثاباتيرو 43 عاماً أن "الأولوية المطلقة" لديه كرئيس للحكومة ستكون "مكافحة كل أشكال الإرهاب" والسعي إلى تحقيق هذا الهدف عبر "وحدة القوى السياسية". وأضاف: "بالاتحاد سنهزم الإرهاب". وقال ثاباتيرو وسط تصفيق وهتاف مؤيديه الاشتراكيين الذين رفعوا أعلاماً بيضاً وحمراً أن "الإسبان أرادوا حكومة تغيير واتعهد القيام بتغييرات هادئة وأن أحكم من أجل الجميع". واحتفل الاشتراكيون في شوارع مدريد بانتصارهم الذي لم يكن متوقعاً، في تجمع كبير في وسط العاصمة، منددين بأثنار وراخوي. ويمكن لثاباتيرو تشكيل حكومة اشتراكية بالاعتماد على دعم عدد كبير من التنظيمات السياسية خصوصاً اليسارية.