منعت موانئ الاتحاد الاوروبي دخول شحنات عدة من الفستق الحلبي من ايران، أكبر منتج له في العالم، لكن مصدراً ايرانياً نفى مخاوف من أن يكون تلوث الفستق بمادة كيماوية مسببة لمرض السرطان وراء هذه المخاوف. والفستق هو أكبر سلعة تصديرية غير نفطية في ايران ولا تخلو منه مائدة في الجمهورية الاسلامية. لكن المفوضية الأوروبية قالت أن بعض الفستق المستورد من ايران يحتوي على نسبة أكبر مما ينبغي من مادة أفلاتوكسين، المسببة للسرطان، والتي تنتج عن نوع من الفطر ينمو على الفستق في ظروف معينة. وقال رضا سيداغات مدير شركة"دورشين"للفستق ان الرسالة التي يوجهها الاتحاد الاوروبي مضرة، على رغم أن صادرات ايران للاتحاد الاوروبي انخفضت الى ما يمثل نحو عشرة في المئة من اجمالي صادراتها من الفستق مقارنة بنحو 70 في المئة قبل عشرة أعوام. وأضاف:"هذه انباء سيئة للغاية". وزاد سيداغات، وهو ابن مزارع للفستق من بلدة رفسنجان الجنوبية الشرقية:"الرسالة التي يوجهها ذلك أهم بكثير من السوق نفسها". وقال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي في بروكسيل انهم يمارسون ضغوطاً على الواردات لحمل ايران على تحسين معاييرها الصحية لكنهم لم يهددوا بفرض حظر عليها. وقالت متحدثة باسم المفوضية الاوروبية:"نجد مستوى مرتفعاً من مادة أفلاتوكسين". وأضافت ان كل شحنات الفستق القادمة من ايران يجري فحصها. وقال سيداغات ان قياسات الاتحاد الاوروبي لمادة الافلاتوكسين مضللة، لافتاً الى أن المعايير الاميركية تسمح بتمرير شحنات تحتوي على ما بين 10 أجزاء و15 جزءاً في البليون من هذه المادة. وتابع أن نسبة اربعة في البليون التي يفرضها الاتحاد الاوروبي مبالغ فيها ونتجت عن خطأ في بروكسيل في شأن المنتج، مشيراً الى ان الفستق يجمع ويحمص ثم يغلف لكن الاتحاد الاوروبي لا يعتبره سلعة جرت معالجتها، وهو ما يسمح باحتوائها على نسبة تصل الى 15 في البليون من الافلاتوكسين. وزاد ان الباحثين الايرانيين لم يجدوا أي صلة بين الاصابة بالسرطان والافراط في استهلاك الفستق. وعلى رغم المشاكل مع الاتحاد الاوروبي، يتوقع سيداغات أن تنمو الصادرات حتى الى الولاياتالمتحدة نفسها وهي منتج كبير للفستق من مزارع كاليفورنيا. وقال نقلاً عن بيانات وزراة الزراعة ان الصادرات السنوية ارتفعت الى نحو 207 آلاف طن في العام المنتهي في آذار مارس سنة 2004 من نحو 150 الف طن في العام السابق. وقالت وسائل اعلام حكومية ان الزيادة تعني أن الفستق تفوق على السجاد ليصبح أكبر سلعة تصديرية غير نفطية في البلاد. وأضاف سيداغات ان الزراعات الجديدة ستزيد الانتاج الى ما يقرب من 400 ألف طن في العقد المقبل من نحو 240 ألفاً في الوقت الراهن. وزاد ان رسائل البريد الالكتروني تنهال عليه من الولاياتالمتحدة لطلب الفستق الايراني ذي المذاق المتميز، لافتاً الى أن التعرفات الجمركية الراهنة تجعل التصدير غير عملي. والفستق مثل الكافيار والسجاد مستثنى من حظر تجاري تفرضه الولاياتالمتحدة على ايران. وتقول حكاية شعبية فارسية ان العشاق سيجدون السعادة اذا سمعوا صوت ثمار الفستق وهي تنفتح وهم يتمشون تحت أشجارها. لكن سيداغات لا يؤمن بذلك، قائلاً:"هذا غير صحيح. لن تسمع شيئاً عندما تسير تحت الاشجار".