أكدت الحكومة السودانية انها ستوقع اتفاقاً مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في شأن قضايا اقتسام السلطة ومستقبل المناطق المهمشة الثلاث بحلول الجمعة. واعلنت تمديد الهدنة مع "متمردي دارفور" 45 يوماً أخرى، فيما تبادل الجانبان اتهامات بخرقها. وابلغ النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق وزير الخارجية الكيني الذي زار مقر المحادثات في ضاحية نيافاشا انهما سيفرغان من حسم كل القضايا الخلافية المتبقية غداً. وحث وزير الخارجية الاميركي كولن باول في اتصالين هاتفيين مع طه وقرنق ليل الأحد - الاثنين على تسريع المحادثات وانجاز اتفاق في وقت قريب. وجدد اهتمام واشنطن بعملية السلام وحرصها على اقرار اتفاق نهائي قريباً- واستعدادها لدعم السودان وتطبيع العلاقات معه. وكثف طه وقرنق لقاءاتهما. وتجاوزا مشكلة أبيي واقتربا من الاتفاق على ضمان حقوق غير المسلمين في العاصمة. وهما يناقشان نسب مشاركة "الحركة الشعبية" في الحكومة الاتحادية والبرلمان واقتسام السلطة في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين امس ان الحكومة والحركة سيوقعان اتفاقاً بحلول نهاية الاسبوع بعدما اقتربا من تجاوز كل نقاط الخلاف. واعلن ان اتفاق الهدنة مع "متمردي دارفور" الذي وقع في نجامينا في 8 نيسان ابريل الماضي، وانتهى العمل به امس مدد تلقائياً 45 يوماً بحسب نص الاتفاق، مؤكداً التزام الحكومة بنوده. ويدرس الاتحاد الافريقي غداً نشر فريق متعدد الجنسيات لمراقبة الهدنة في دارفور، بمشاركة فرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول افريقية. ويحضر اللقاءات التي تستمر يومين في أديس ابابا لهذا الغرض ممثلون عن الحكومة والمتمردين. الى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن والي جنوب دارفور اللواء آدم حميد موسى ان "مجموعة من المتمردين في دارفور استخدمت عربات نقل مسرعة في مهاجمة قرية أبقى راجل جنوب العاصمة نيالا، فقتلت وأصابت عدداً من السكان ثم تركوا القرية بعدما قاموا بأعمال سرقة وحرق للبيوت". وقال الوالي في اتصال هاتفي معه في نيالا "ان المتمردين ينتهكون بانتظام اتفاق وقف النار". وأضاف ان معظم هجمات المتمردين وانتهاكاتهم "تقع على الطرق التي تربط عاصمة الولاية بالبلدات الرئىسية فيها، خصوصاً الضعين وبورام، الى الجنوب من نيالا". كما وجه حاكم ولاية غرب دارفور يوسف كبر اتهامات مماثلة للمتمردين. ونقلت عنه الصحف السودانية ان المتمردين خرقوا وقف اطلاق النار 26 مرة منذ إبرامه الشهر الماضي. في موازاة ذلك، اكد ل"الحياة" الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" منى اركو مناوي "تمديد اتفاق نجامينا لوقف النار تلقائياً، لعدم اعتراض اي من الطرفين عليه". لكنه اتهم الخرطوم بعدم التزامه "وقصف المناطق جواً 16 مرة وحرق 38 قرية وقتل نحو 250 مدنياً عن طريق القصف وميليشيات الجنجاويد". وقال ان "الحكومة تريد استفزاز الحركة وجرها الى القتال لنسف الهدنة". وحذر من "مغبة التمادي في خرق الاتفاق وان الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الجرائم غير الانسانية". وقال الناطق باسم "حركة تحرير السودان" محمد حامد "ان الرعب يسيطر داخل مدينة نيالا عقب مجزرة ارتكبها الجنجاويد في جنوبالمدينة". وقال ان المدينة "يحاصرها الجنجاويد، وهجر المدنيون مكاتبهم ومتاجرهم ولزموا منازلهم حفاظاً على أرواحهم".