انفجرت مواجهات مسلحة بين ميليشيات جنوبية قرب حقول النفط من جنوب السودان في وقت بدأت فيه لجان قسمة الثروة بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" اجتماعات في مدينة نيافاشا الكينية. في غضون ذلك أعلن نائب زعيم "الحركة الشعبية" سيلفا كير وقوفه مع وحدة الحركة التي بدأت اجتماعات مهمة في مدينة رمبيك لتقريب وجهات النظر في شأن خلافه مع زعيم الحركة جون قرنق. وأكدت شبكة الأممالمتحدة للمعلومات اندلاع القتال بين مجموعات مسلحة في اقليم أعالي النيل في جنوب السودان. وذكرت ان "معارك اندلعت في منطقة قوالقوك على بعد 130 كيلومتراً من حقول انتاج النفط في منطقة عدار"، وأكدت مقتل شخص واحد، مشيرة الى حصول معارك أخرى قرب نهر السوباط. وأكدت "مقتل عدد من المدنيين وخطف المجموعات المسلحة عدداً من الاطفال". وكان القيادي في "الحركة الشعبية" باغان أموم اتهم الخرطوم بالتخطيط لحرب جنوبية - جنوبية. وأكد تورط قيادات من جنوب السودان في مخطط لنسف عملية السلام الجارية في نيافاشا بين الخرطوم وقرنق. في غضون ذلك قال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ان "اجتماعات على مستوى اللجان في نيافاشا بدأت الأحد لمناقشة ترتيبات قسمة الثروة"، وأكد ان "الحركة تدخل المفاوضات بهدف واحد وهو تحقيق سلام نهائي". وأضاف ان "اجتماعات ومشاورات بدأت بين قيادات الحركة في مدينة رمبيك بمشاركة قرنق ونائبه سيلفا كير بعدما التقيا قبل بدء الاجتماعات". ورشحت معلومات عن خلافات بين قرنق ونائبه واتهمت الحركة الخرطوم بالسعي لشق صفوف الحركة. وأشار عرمان الى ان سيلفا كير خاطب مستقبليه في رمبيك مؤكداً وقوفه مع خطوات السلام النهائي ودعم الوحدة داخل الحركة. وقال عرمان ان "الحركة ستعالج قضايا سياسية والمستجدات اضافة الى قضايا ادارية وتنفيذية ليس بروح الرد على حملات التشكيك التي رعتها اجهزة في النظام في الخرطوم وخصوم الحركة وانما ستناقش جوهر الموضوعات لتأهيل اجهزة الحركة في الظروف الجديدة، خصوصاً لدى الوصول اتفاق سلام نهائي، الأمر الذي يستدعي أساليب ومؤسسات تتمتع بروح جديدة". من جهة أخرى، وصف مفوض التنمية والعون الانساني في الاتحاد الأوروبي لوي ميشيل الأوضاع الانسانية في دارفور بأنها "الاسوأ في العالم"، وأعلن تخصيص 51 مليون يورو إضافية الى السودان وحذر من وقوع أزمة غذائية حادة في الاقليم. وقال لوي بعد زيارة لولايتي شمال دارفور وجنوبها وتفقد مخيمات النازحين ان الأممالمتحدة والمنظمات الانسانية تحدثت عن انتهاكات خطيرة للقانون الانساني الدولي بما في ذلك الاغتصاب والهجوم على المدنيين والترحيل القسري للنازحين وخطف عمال الإغاثة ونهبها. وطالب ميشيل الحكومة ومتمردي دارفور التزام تعهداتهم تجاه المدنيين ووقف النار، وقال انه رغم استجابة المجتمع الدولي لكن الكثير من السكان لا يحصلون على المساعدات الانسانية بسبب صعوبة الوصول اليهم. الى ذلك، أعلن وزير الدولة للخارجية نجيب الخير عبدالوهاب ان حكومته تلقت اخطاراً من الاتحاد الافريقي بمعاودة المحادثات مع متمردي دارفور في 9 كانون الأول ديسمبر المقبل في أبوجا. وقال عبدالوهاب للصحافيين امس ان جولة المحادثات المقبلة "ستكون حاسمة وستناقش القضايا السياسية والاقتصادية المتعلقة باقتسام السلطة والثروة"، موضحاً ان الخرطوم ستذهب الى المفاوضات بقلب وعقل مفتوحين بعدما اعدت اقتراحات للقضايا موضوع التفاوض. وعلى صعيد القتال في دارفور، اعلن الناطق العسكري باسم "حركة تحرير السودان" مقتل 16 شخصا من المدنيين السبت في هجوم شنته ميليشيا الجنجاويد الموالية للحكومة السودانية في قرية جنجورات في غرب دارفور. وقال محمد حامد علي ان الهجوم أوقع "16 قتيلا، بينهم اربع نساء وطفل"، مشيراً الى ان "هدف الجنجاويد كان ارهاب السكان لطردهم من المنطقة". وتابع: "انه انتهاك فاضح لوقف اطلاق النار وطلبنا من المراقبين الافارقة التوجه الى المكان لملاحظة هذا الانتهاك بانفسهم"، موضحا انه طلب ان لا تدفن جثث القتلى قبل وصول المراقبين. وفي طرابلس، بثت وكالة الانباء الليبية ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ناقش السبت تطورات الاوضاع في دارفور، مع الرئيس السوداني البشير. واضافت الوكالة ان الرئيس السيراليوني احمد تيجان كابا الذي يزور ليبيا انضم الى الاجتماع. واوضحت ان الاجتماع الثلاثي ناقش نتائج القمة الخماسية في شأن دارفور التي عقدت في طرابلس الشهر الماضي، ومسيرة تجمع الساحل والصحراء والاتحاد الافريقي وعددا من القضايا.