بمبادرة من معهد القيم الأميركية، الذي كان ستون من أعضائه والمشاركين في نشاطاته، قد وجهوا في شباط فبراير عام 2002 رسالة الى المثقفين العرب والمسلمين يدعونهم فيها لتأييد الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب، التقى في مالطا 17 - 21 أيار/ مايو 2004 واحدٌ وعشرون منهم 10 أميركيين و11 عربياً. وكان المخطط للندوة أو اللقاء ان يدور على سبعة محاور تتناول الموضوعات الآتية: حقوق الانسان والقيم الإنسانية، سيادة الدول واستقلالية المجتمعات: ما مدى عالمية حقوق الانسان، وأين تقع من حق التدخل الإنساني؟ وماذا يترتب على ذلك من نتائج؟ والمحور الثاني: التباعد المتزايد في مفهوم العدالة بين الغرب والعالم العربي: كيف يمكن الغرب الأميركي خصوصاً أن يبرر تجاهله الصارخ للحق الفلسطيني، وكيف يمكن العالم العربي تجاهل الحالات المشابهة للوضع الفلسطيني في وسطه الخاص؟ والمحور الثالث: الحرب العادلة والحرب على الإرهاب، وهل تكون مقولة الحرب العادلة وسيلة لضمان المُساءلة الدولية من خلال فرض مبدأ حصرية العنف؟ أم هي وسيلة للقضاء على أسلوب الحرب غير المتوازية، والذي يشكل احدى الوسائل المتاحة لمواجهة غرب يسعى لتأبيد هيمنته؟ والمحور الرابع: الدين والحياة، وأي دور للدين في الحياة العامة والسياسية، والتجربة الأميركية والأخرى العربية في هذا المجال في القرن العشرين؟ والمحور الخامس: النظرة الممكنة لعلاقة الدولة بالمجتمع المدني، ودور المجتمع المدني ومؤسساته في النهوض الديموقراطي؟ وما هي وجوه الفروق والتلاقي في وظائف المجتمع المدني لدى العرب والأميركيين؟ وكيف يمكن النظر الى سياسات ادارة بوش لنشر الديموقراطية في العالم العربي؟ والمحور السادس: هناك جهاد معلن، وحرب صليبية غير معلنة: أيهما يُعتبر رداً على الآخر، وما الموقف من التغطية الدينية للعنف؟ والمحور السابع: هل الحوار ممكن، وهل اللقاءات مفيدة؟ وهل يمكن من خلالها التصدي لمقولة صراع الحضارات؟ وللتباعد بين العرب والأميركيين؟ وعلى مدى ثلاثة أيام تخللتها ست جلسات دارت حوارات معمقة بلغت درجة عالية من السخونة الحرب العادلة، وقضية فلسطين واستمر الاختلاف في بعض الموضوعات، في حين تحقق تقارب في موضوعات أخرى الدولة والمجتمع المدني، ودور الدين في الحياة العامة، وحقوق الانسان. والمشاركون الأميركيون خليط من المحافظين التقليديين والجدد، ومن الانجيليين الجدد، وتهمهم الموضوعات الأميركية الداخلية والانعكاسات الخارجية عليها. ولدى الشباب منهم اهتمام بالتعرف إلى العرب والمسلمين. بيد أن معلوماتهم عن العرب والمسلمين لا تتجاوز كتب برنارد لويس الأربعة الأخيرة. وبينهم منظّرون للمجتمع الرأسمالي والحرب العادلة نوفاك وجونسون. وقد كان الانطباع انهم فريق واحد، لكن الشيوخ نضاليون، بينما الشبان يقبلون النقاش والنقد والتغيير. المشاركون العرب: سعيد بنسعيد العلوي المغرب، وكمال عبداللطيف المغرب، والمنصف بن عبدالجليل تونس، والفضل شلق لبنان، ورضوان السيد لبنان، وجمال باروت وتركي الربيعو وميشال كيلو سورية، وعبدالله السيد ولد أباه تونس، وحسن منيمنة لبنان، وعبدالرحمن السالمي عُمان. المشاركون الأميركيون: ديفيد بلانكنهورن مدير معهد القيم الأميركية، وكريغ كاردون، وجين الشتاين، وجيمس هانتر، وجيمس جونسون، وديان كنبرز، وغلين اوري، ومايكل نوفاك، ودانييل بترسن، وأليكس ستوارت.