توصلت الحكومة السودانية وحركتا "العدالة والمساواة" و"تحرير السودان" اللتان تقودان عمليات ضد السلطة منذ اكثر من عام في دارفور الى هدنة تستمر 45 يوماً وتمرير مساعدات الاغاثة الى الاقليم المنكوب وسط اتهامات للحكومة بقتل خمسة مدنيين، في محادثاتهما الجارية في تشاد منذ عشرة أيام. ويناقش الجانبان في حضور الرئيس التشادي تفاصيل عطلت توقيع اتفاق الهدنة تتعلق بتحفظ الحكومة عن طلب المتمردين ادراج اسم ميليشيا متحالفة معها في الوثيقة، فيما تدعو الخرطوم الى تسميتها "قوات غير منضبطة" باعتباره وصفاً شاملاً. ويتوقع ان يبدأ الطرفان في حضور مراقبين دوليين مناقشة مسائل سياسية متعلقة باقتسام السلطة والثروة والتنمية. في غضون ذلك، بعثت الولاياتالمتحدة الاميركية ديبلوماسيين الى غرب السودان لايصال الاغاثة محذرة من "تكرار مجازر رواندا في دارفور". وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة من مفاوضات نجامينا بين الخرطوم والفصائل المسلحة في دارفور "ان المفاوضات احرزت تقدماً كبيراً في بند الاوضاع الانسانية". واكدت "موافقة الطرفين مبدئياً على وقف للنار لاسباب انسانية الا ان التوقيع على الاتفاق أرجئ الى ظهر يوم امس بسبب الخلافات على آليات وأسس تنفيذ الاتفاق". واوضحت المصادر "ان مفاوضي "حركة تحرير السودان" و"العدل والمساواة" يشددان على رقابة دولية للاتفاق لضمان سريانه وتوصيل الاغاثة ووقف القصف الجوي وحماية المدنيين، الا ان وفد الخرطوم يرفض الرقابة الدولية ويطالب بحصرها في الاتحاد الافريقي والوسيط التشادي". في المقابل، بعثت الحكومة السودانية وفداً وزارياً يرأسه وزير الخارجية مصطفى عثمان الى دارفور مع فريق من الاعلاميين والديبلوماسيين الأجانب ومسؤولين في الأممالمتحدة للاطلاع على حقيقة الوضع هناك، بعد اتهامات دولية بوقوع "مجازر" بحق المدنيين. وتسعى الخرطوم الى تجنب ضغوط دولية بعد تلويح الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان بالتدخل العسكري في دارفور وتنديد الرئيس الاميركي جورج بوش ب"الأعمال الوحشية" التي ترتكب في الإقليم. واكد مسؤول اميركي رفيع "خوف واشنطن من تكرار مجازر رواندا منذ عشر سنوات"، وفي السياق ذاته، اتهم مسؤول في "حركة تحرير السودان" الخرطوم بالاستمرار في القصف الجوي على المدنيين والقرى على رغم التحذيرات الدولية. جامعة الخرطوم من جهة ثانية، فاز تحالف المعارضة السوداني في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، اكبر وأعرق الجامعات السودانية، على منافسه الحزب الحاكم بفارق مئات الأصوات في الانتخابات التي جرت امس الأول. واقترع نحو 12 ألف طالب في الانتخابات وتنافست خمس لوائح للفوز بالاتحاد الذي سيطرت عليه المعارضة للمرة الثانية. وتضم قائمة التحالف أحزاب "الأمة" و"الاتحادي الديموقراطي" و"البعث" و"الشيوعي" و"حركة القوى الجديدة"، فيما شملت قائمة الحزب الحاكم التنظيمات المتحالفة معه في السلطة وهم جماعتا "الاخوان المسلمون وأنصار السنة". وجاءت قوائم الاصلاح وحركة المحايدين وطلبة حزب المؤتمر الشعبي في مواقع متقاربة وينتظر ان تكون النتائج النهائية اعلنت مساء أمس. واعتبر مراقبون فشل الحزب الحاكم في استعادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم التي تخرج فيها رموز الحكم حالياً دليلاً الى تراجع مؤيديه في الجامعات، ورأوا ان تحالف المعارضة يمكن ان يشكل نموذجاً للمعارضة في أي انتخابات رئاسية أو برلمانية مقبلة في البلاد.