رفضت الخرطوم طلباً من واشنطن لتسهيل زيارة وفد اميركي الى إقليم دارفور وعرضاً من زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق التوسط بين الحكومة والمتمردين في الاقليم. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس، ان دارفور "ودعت الحرب وتستقبل مرحلة السلام والأمن". وقال البشير في كلمة أمام جمع من مواطني مدينة الفاشر كبرى مدن دارفور في أول زيارة للمنطقة منذ اندلاع النزاع المسلح قبل عام ان "الجيش والقوات الأمنية احبطا مخططاً تأمرياً استعمارياً لتفكيك البلاد عبر دارفور والنيل من وحدة السودان". الى ذلك، طلب وزير الخارجية الأميركي كولن باول من الحكومة السودانية تسهيل وصول المساعدات الانسانية الى اقليم دارفور. وأعلن انه تحادث هاتفياً في نهاية الاسبوع مع نظيره السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للتشديد على خطورة الوضع. وطلب باول تسريع منح تأشيرات دخول لفريق أميركي يريد زيارة دارفور لتقويم الوضع الانساني. وعلى صعيد متصل أعلن قرنق استعداده للمساهمة في حل أزمة دارفور، وتابع: "نحن عنصر مهم في السياسة السودانية ولا يمكن تجاوزنا". وقال الناطق باسم الحركة ياسر عرمان ان قرنق أبلغ رئيس "حركة تحرير السودان" عبدالواحد محمد نور خلال لقائهما في أسمرا قبل يومين استعداده للمساهمة في حل مشكلة الاقليم. وذكر ان قرنق تلقى اتصالين من مسؤولين اميركيين طلبا خلالهما المساعدة في معالجة أزمة دارفور. لكن مستشار الرئيس السوداني للشؤون السياسية الدكتور قطبي المهدي رد على طلب باول ومبادرة قرنق وقال للصحافيين أمس ان حكومته "ليست في حاجة الى استقبال فريق أميركي للتدخل في شؤون دارفور حتى لا يزيد من تعقيداتها". واعتبر متمردي دارفور "جزءاً من الحركة الشعبية وجندهم القيادي فيها باغان أموم في اسمرا وأدوا قسم الولاء لها، واعترفوا أمام الرئيس التشادي ادريس دبي في أيلول الماضي بذلك". وعلمت "الحياة" ان وفداً قيادياً من "حركة تحرير السودان" التقى مساء الرئيس الاريتري أساياس افورقي في أسمرا. وتوجه الوفد أمس إلى العاصمة الأوغندية كمبالا للقاء الرئيس موسيفيني.