بدأ وسيط عملية السلام السودانية الجنرال الكيني لازراس سيمبويو زيارة إلى أسمرا امس لاجراء محادثات مع المسؤولين الاريتريين، فيما وصل زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق إلى العاصمة الاريترية، في وقت متزامن مع زيارة سيمبويو بعدما بعث نائبه سيلفا كير إلى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. في غضون ذلك شددت حركة قرنق على أن أمام حكومة الخرطوم خيار واحد هو الرحيل عن السلطة إذا فشلت المفاوضات المقبلة. وعلمت "الحياة" أن كبير مفاوضي عملية السلام السودانية الجنرال سيمبويو وصل إلى أسمرا مساء أول من أمس على رأس وفد يضم سفراء مجموعة "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد في نيروبي. وسيلتقي سيمبويو الرئيس أساياس أفورقي وكبار المسؤولين الاريتريين لمحادثات تتعلق بترتيبات الجولة المقبلة من مفاوضات السلام السودانية المقررة بعد غد الاحد. وكان سيمبويو حصل على دعم لتحقيق السلام استناداً الى وثيقة "ايغاد" من الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني ورئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي. وتؤكد جولة سيمبويو في دول المنطقة الراعية للمفاوضات أهمية الجولة المقبلة والتي ربما تكون النهائية، إذ أن لقاءات سيمبويو مع رؤساء الدول هي الأولى من نوعها منذ بدء المفاوضات في حزيران يونيو العام الماضي. في غضون ذلك، قال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" في اسمرا إن وفداً من "الحركة" برئاسة القائد سيلفا كير، نائب قرنق، وصل إلى اديس أبابا قبل ثلاثة أيام، فيما وصل قرنق أمس إلى أسمرا، للقاء المسؤولين في البلدين. وأشار إلى أن جولة المحادثات تأتي في إطار المشاورات التي تجريها الحركة مع دول "ايغاد" وشركائها قبيل انطلاق الجولة المقبلة. وكانت مشاورات مماثلة أجريت مع القيادات الأوغندية والكينية. ورد عرمان على تصريحات الرئيس عمر البشير بأن خيارات الحكومة مفتوحة، وأنه مستعد لشراكة مع قرنق، قائلاً: "الحركة تدخل الجولة المقبلة ولا تأخذ بأقوال الخرطوم، لأنها متناقضة ومتضاربة وسترى الحركة بالأفعال ان كانت الخرطوم ستقبل وثيقة ناكورور كأساس للتفاوض". وشددت الحركة على أنها "هي التي لديها خيارات وليس النظام، فرفض السلام معلوم وتصعيد الخيار العسكري قديم، لكن بعد الفشل السياسي امام طاولة المفاوضات والعجز العسكري كما تبين في حرب دارفور على رغم اتفاق وقف الاعمال العدائية في الجبهات الأخرى، لم يتبق أمام النظام غير الذهاب".