دعت الإدارة الأميركية الى وقف النار في غرب السودان، ونشط مبعوث بريطاني في اجراء لقاءات مع قيادات في الحكومة والمعارضة لايقاف الحرب في ولايات دارفور، ووافق الرئيس التشادي ادريس دبي على طلب من الأممالمتحدة لاستئناف وساطته بين الحكومة ومتمردي دارفور، فيما حذرت الأممالمتحدة من تدهور أوضاع اللاجئين السودانيين في تشاد المجاورة. وفي غضون ذلك أثار المبعوث الرئاسي الأميركي جون دانفورث قضية دارفور وضرورة حلها سلمياً مع زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق. وحذر مستشار الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية السفير مايكل رينبرج الذي يزور القاهرة حالياً من تدهور الأوضاع الأمنية والانسانية في ولايات دارفور في غرب السودان. ودعا الحكومة ومتمردي دارفور الى التعاون لوقف النار. وقال ان اتفاق السلام الذي سيوقع بين الحكومة و"الحركة الشعبية" لتحرير السودان "سيطبق على انحاء البلاد كافة بما فيها دارفور". الى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ان دانفورث التقى قرنق ووفده المفاوض في نيافاشا أمس. وأكد دانفورث اهتمام الرئيس الأميركي جورج بوش لانجاز السلام في السودان في وقت قريب، وجدد دعوة الطرفين الحكومة وقرنق لزيارة البيت الأبيض عقب التوصل الى اتفاق سلام. وأكد استعداد أميركا للمساهمة في التنمية، خصوصاً في المناطق التي تضررت من الحرب. وأفاد عرمان ان دانفورث "أثار للمرة الأولى مع قرنق رغبة الإدارة الأميركية في التوصل الى حل سلمي لمشكلة دارفور". وحضت واشنطن قرنق على "المساهمة بحلول لما يحصل في دارفور". وأوضح ان زعيم "الحركة الشعبية" أكد استعداده "للتوصل الى الاتفاق في أقرب وقت ممكن والمساهمة مع الحكومة وأطراف النزاع في دارفور من أجل تحقيق حل سلمي وعادل وضمان استقرار السودان". وأفادت معلومات في أسمرا، ان الحكومة البريطانية أجرت اتصالات مع زعيم "حركة العدل والمساواة" الدكتور خليل ابراهيم الذي تشارك حركته الى جانب "حركة تحرير السودان" في القتال ضد الجيش السوداني في دارفور. وأجرى المبعوث البريطاني الى السلام في السودان السفير ألن غولتي الذي يزور الخرطوم محادثات منفصلة أمس مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي وقيادات في الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض ركزت على عملية السلام والحرب في دارفور. وسيلتقي غولتي في وقت لاحق رئيس حزب الأمة الصادق المهدي وقوى أخرى ووزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل. وقال المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي الدكتور بشير آدم رحمة ل"الحياة" ان غولتي ناقش مع الترابي في حضور السفير البريطاني وليم باتي والمسؤول السياسي في السفارة محادثات السلام الجارية حالياً في نيافاشا ووقف الحرب في دارفور. وأوضح ان غولتي سأل عن صلة زعيم "حركة العدالة والمساواة" بالمؤتمر الشعبي. وذكر رحمة ان الترابي أكد له ان ابراهيم كان عضواً في "الحركة الاسلامية" لكنه تخلى عن حزبه، وأبلغه حرص المؤتمر الشعبي على وقف نزيف الدم في دارفور واستعداده للتعاون مع القوى السياسية لتحقيق السلام في دارفور. لكنه اشترط اعتراف الحكومة بالمشكلة والالتزام بحلها سياسياً وايقاف تسليح الميليشيا المتحالفة معها. وفي انجمينا أعلن الرئيس دبي استعداده لمعاودة وساطته بين الحكومة ومتمردي دارفور التي انهارت الشهر الماضي. وأبلغ دبي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية توم فرانسلن الذي طلب منه تجديد وساطته اعتزامه اعادة طرفي النزاع الى طاولة المفاوضات.