توالت ردود الفعل الدولية على القرارات التي أطلقها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته أول من أمس بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، الذي أنصف فيها المرأة بقرارين تاريخيين يتعلقان بمشاركتها في مجلس الشورى عضواً، ومنحها حق التصويت والترشيح لعضوية المجالس البلدية بداية من الدورة المقبلة وذلك وفق الضوابط الشرعية، ورحبت الولاياتالمتحدة بالقرار، معتبرة أن هذه الخطوة ستؤثر في الحراك الذي يشهده الشارع السعودي. وأصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض تومي فيتور بياناً «حصلت الحياة على نسخة منه» قال فيه «نرحب بإعلان الملك عبدالله أن النساء سيشاركن في مجلس الشورى، وسيكون لهن الحق في المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة»، وأضاف أن «هذه الإصلاحات تعترف بالمساهمات الكبيرة للمرأة في المجتمع السعودي، وستمنحهن سبلاً جديدة للمشاركة في القرارات التي تؤثر في حياتهن وفي المجتمع». واعتبر فيتور أن «هذه الإعلانات تشكل خطوة مهمة نحو توسيع حقوق المرأة في السعودية، وإننا نساند الملك عبدالله والشعب السعودي فيما يقوم به من إصلاحات وغيرها». فيما قالت مصادر ل«الحياة» أنه من المتوقع أن تصدر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بياناً تعرب فيه عن دعمها لهذا التوجه الذي يقوده خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز داخل المملكة». ورأت فرنسا أن القرار يعد «تقدماً كبيراً للمجتمع السعودي»، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في لقاء مع الصحافيين أمس «نحيي قرار الملك عبدالله التاريخي بمنح المرأة السعودية حق الترشح والانتخاب في الانتخابات البلدية لعام 2015، وايضاً السماح لها بدخول مجلس الشورى في دورته القادمة عام 2013». وأضاف أن «هذا القرار يندرج في إطار خطوة إصلاحية تستجيب لتطلعات المجتمع والشباب السعودي، وانه تقدم هام للمجتمع السعودي». وفي نفس السياق رحبت لندن أمس بالقرار معتبرة انه يشكل «خطوة هامة للشعب السعودي» وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان «أرحب بالمعلومات التي تفيد عن اقتراح في السعودية لمنح النساء حق التصويت والترشح في الانتخابات البلدية المقبلة، إنها خطوة هامة بالنسبة لشعب السعودية، ولندن تدعم بقوة المبادرات الرامية إلى زيادة مشاركة النساء في الحياة السياسية والاقتصادية»، وختم البيان بقوله «ننتظر لنرى تفاصيل التعديلات المقترحة وكيفية تنفيذها». من جهة أخرى، اعتبر التلفزيون السويسري قرارات الملك عبدالله في خطابه أمام مجلس الشورى يوم أمس لفتة مهمة وحضارية تجاه المرأة السعودية، وأشار إلى أن «خادم الحرمين يقوم منذ توليه الحكم بعملية تحديث تتناسب مع تقاليد المملكة للنهوض بالمجتمع في السعودية». إلى ذلك، أوضح نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور عبدالله بخاري أن «قرار خادم الحرمين مهم جداً، وجاء في وقته، وهو نقلة نوعية كبيرة للمجتمع السعودي، وآثاره ستكون ملموسة في مشاركة المرأة في الجهاز التشريعي الذي يضع القوانين بالمملكة» مشيراً إلى أن القرار لم يكن مفاجئاً لكثير من «الدول الصديقة للسعودية» لأنها وبحسب قوله «كانت لديها قراءة بأن ثمة قرارات إصلاحية كبيرة ستصدر» متوقعاً أن تشهد «المرحلة المقبلة حزمة قرارات مشابهة سيكون لها تأثيرها على التطور الذي تمر به المملكة».