بحث رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عقب وصوله الى واشنطن امس خطته الاحادية الجانب للانسحاب من قطاع غزة مع مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس وكبار المسؤولين في الادارة، تمهيداً للقائه في البيت الابيض اليوم مع الرئيس جورج بوش وتبادل مذكرتي تفاهم معه. واطلق شارون قبل ساعات من سفره الى واشنطن تصريحات وعد فيها المستوطنين بأن تحتفظ اسرائيل "الى الابد" بست كتل استيطانية كبرى في الضفة الغربية، وهو ما اعتبره الفلسطينيون "وصفة لإغلاق الابواب أمام عملية السلام". راجع ص 6 و 7 وأشاعت اوساط قريبة من شارون امس انطباعاً بأنه سيحصل على مقابل اميركي غير مسبوق في حجمه لقاء الانسحاب من قطاع غزة، باستثناء الشريط الحدودي الفلسطيني المصري، ما جعل أحد كبار مساعديه يصف الاعلان الاميركي الرئاسي المتوقع ب "وعد بلفور 2". وقال مسؤولون اميركيون ان شارون سيقدم لبوش مذكرة تتضمن تفاصيل خطة "فك الارتباط" في مقابل حصوله على مذكرة تتضمن دعماً اميركياً للخطة وضمانات بعدم استبدال "خريطة الطريق" كأساس للتسوية، وتأييداً لما تسميه اسرائيل "الحرب على الارهاب" من جانبها في الاراضي الفلسطينية. كما سيحصل شارون على "اعلان اميركي" بأنه "لن يُطلب من اسرائيل العودة الى حدود الرابع من حزيران يونيو من العام 1967، وتأييد واشنطن ضرورة "الحفاظ على الهوية اليهودية" لدولة اسرائيل. وذكر مسؤولون اميركيون انه تم الاتفاق على مذكرتي التفاهم بإستثناء موافقة اميركية "صريحة" على ضم خمس مستوطنات يهودية في الضفة الغربيةالمحتلة في اطار تسوية نهائية، وعلى رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين. وتوقعت مصادر الخارجية الاميركية التوصل اليوم الى صيغة للإعلان الاميركي لا تتعارض مع مرجعية التسوية السلمية بحسب "خريطة الطريق". واشارت الى ان الخلاف "يتركز على بعض الكلمات" التي سترد في الاعلان. وكان شارون اعلن انه سيطالب واشنطن بتأييد ضم خمس مستوطنات يهودية كبيرة في الضفة الغربية، ما يمثل اجزاء كبيرة من الاراضي الفلسطينية المحتلة. لكن مسؤولين اميركيين استبعدوا ان يوافق بوش على اي صيغة تتعارض مع القانون الدولي ومضمون قرار مجلس الامن الرقم 242 او تتناقض مع "خريطة الطريق" وتحبط فرص اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. ورجحوا ان يوافق البيت الابيض، بدلاً من ذلك، على تعديلات محدودة على خط وقف اطلاق النار لعام 1967 الخط الاخضر من دون اعطاء موافقة صريحة على ضم المستوطنات. كما توقعوا ان يتضمن الاعلان الاميركي موقفا يؤيد حق اسرائيل في الحفاظ على هويتها اليهودية، من دون رفض صريح لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في العام 1948 . ولم يكن معروفاً امس إذا كان الجانبان سيعلنان مضمون مذكرتي التفاهم ام انهما سيحظر نشرهما رسمياً. الا ان واشنطن اشترطت ان يعرض شارون خطة الفصل على مجلس الوزراء والكنيست للحصول على موافقتهما. وكان بوش والرئيس المصري حسني مبارك رحبا اول من امس بفكرة انسحاب اسرائيل من قطاع غزة بوصفها خطوة نحو تسوية سلمية بشرط ان يكون الانسحاب منسجماً مع "خريطة الطريق" ومبدأ اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. إلا ان بوش اثار شكوكاً حول ما إذا كانت الحكومة الاسرائيلية ستنفذ الانسحاب فعلاً، واصفاً الحديث عن انسحاب من غزة بأنه مجرد "اشاعات" في انتظار الحصول على تفاصيل خطة "فك الارتباط" من شارون. الى ذلك، تجنب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان التعليق على تقارير صحافية افادت ان الرئيس بوش سيضمن لاسرائيل انها ليست مطالبة بالانسحاب من كامل الضفة الغربية. واكتفى انان بالرد على اسئلة صحافية امس بالقول: "آمل بأن يكون اي انسحاب ضمن اطار خطة خريطة الطريق للرباعية وليس شيئاً يعوق قيام دولتين في المستقبل: دولة فلسطينية قادرة على البقاء تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل آمنة".