قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون انه لا يستبعد احتمال التوجه الى استفتاء عام على خطة اخلاء المستوطنات في قطاع غزة، مضيفاً في حديث للصحافيين في الكنيست مساء أمس ان "الاستفتاء العام" يبدو "فكرة جيدة" يقوم بفحصها. ورأى مراقبون ان شارون يسعى بالحديث عن احتمال اجراء استفتاء عام الى الالتفاف على معارضة اليمينيين المتشددين داخل حزبه ليكود، مستنداً في ذلك الى استطلاع للرأي كشف اول من امس تأييد 59 في المئة من الاسرائيليين لخطته. ولفتت وسائل الاعلام العبرية الى ان المعارضة الجديدة لشارون ستكون في اوساط حزبه الذي اعلن ثمانية من نوابه الاربعين في الكنيست "العصيان" مهددين بشق الحزب في حال اقرار خطة شارون. ووصف الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان قرار شارون الانسحاب من قطاع غزة بأنه "تطور ايجابي" ودعا اللجنة الرباعية الدولية المكونة من الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا الى "العمل" مع شارون لتنفيذ الانسحاب. راجع ص4 و5. وذكرت صحيفة "معاريف" على موقعها في الانترنت ان خطة "فك الارتباط" الآخذة في التبلور تقوم على سحب جيش الاحتلال من الضفة الغربية واعادة انتشاره بمحاذاة مسار الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية باستثناء جيبي استيطان في منطقتي "ارئيل" و"معاليه ادوميم". وتابعت ان الأوساط القريبة من رئيس الحكومة تتوقع ان تحظى خطته بمباركة اميركية ودعم دولي واسع. ويفترض ان يقدم الجنرال غيورا ايلاند الذي كلفه شارون رسم "الخطوط الدفاعية" الجديدة لاسرائيل إلى شارون الاسبوع المقبل مسودة اولى يعرض فيها اقتراحه للخط الامني الدفاعي الجديد في الضفة الغربية وخريطة للمستوطنات التي يمكن للجيش الاسرائيلي الدفاع عنها ولن تنقَل وتلك التي لا يمكن الدفاع عنها ما يستوجب اخلاءها او نقلها. وقال شارون انه يعتزم طرح تفاصيل خطته على وزرائه قبل سفره الى واشنطن. وكان رعنان غيسين الناطق باسم شارون نقل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل ذلك قوله: "اذا كانوا يريدون اجراء استفتاء، فهي فكرة جيدة"، وذلك عندما أُبلِغ شارون ان اثنين من نواب حزب "ليكود" سيقدمان الاسبوع المقبل تشريعاً يسمح باجراء استفتاء. واوضح غيسين: "يستطيع شارون الاستمرار في حكومته او، اذا انسحب بعض الاعضاء في اي وقت، يمكنه اضافة شركاء آخرين"، في اشارة الى حزب العمل المعارض الذي ايد خطة شارون للانسحاب من غزة. وقال غيسين ان شارون يمكنه أيضاً الدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة. ويرى مراقبون ان هذا امر غير مرجح نظراً لأن فترة ولاية شارون لن تنتهي قبل 2007 ولأن حزب العمل يبدو مستعدا للانضمام مرة اخرى الى شارون في حكومة "وحدة وطنية" اذا مضى قدماً في اخلاء مستوطنات. ووعد زعيم حزب العمل شمعون بيريز امس بأن يدعم جميع اعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه خطة اخلاء المستوطنات في قطاع غزة. وزاد ان حزبه سيمنح رئيس الحكومة "شبكة أمان" لأن الأوضاع تحتم على اسرائيل الانسحاب من غزة. من جهة اخرى، قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "الانسحاب من غزة الذي اعلن عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي، اذا حدث، يمكن ان يعطينا زخماً مهماً جداً وديناميكية جديدة يمكن لها ان تدفع عملية السلام الى امام". وزاد: "لقد اثار اهتمامي قرار شارون الانسحاب من غزة، واعتقد انه تطور ايجابي". واكد انان ان الانسحاب من غزة "يجب ان ينظر اليه بصفته خطوة اولى لأن الانسحاب من الضفة الغربية ضروري اذا كان من مجال لاقامة دولتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً الى جنب في سلام". وقال انه بحث مع الرئيس جورج بوش في واشنطن اول من امس موضوع الشرق الاوسط "ونحن نعتقد ان خريطة الطريق ما زالت حية على رغم انها في صعوبة". وتابع قائلاً: "اعدنا تأكيد تصميمنا على العمل معاً ومع الاعضاء الآخرين في الرباعية لدفع عملية السلام الى امام".