أصابت قمة "البحر الأحمر" التي عقدت في العقبة أمس نجاحاً متواضعاً، لم يتجاوز "اعلان نوايا" بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتنفيذ "خريطة الطريق"، أفسده وصف الرئيس الأميركي جورج بوش اسرائيل بأنها "دولة يهودية" ما يقطع الطريق على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فضلاً عن تهديد هوية زهاء مليون فلسطيني يعيشون داخل حدود اسرائيل. وسعى بوش ورئيسا الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والفلسطيني محمود عباس أبو مازن والملك عبدالله الثاني الى اشاعة "التفاؤل حيال نتائج القمة" من خلال التشديد على آليات المراقبة والتنفيذ باشراف أميركي. وطالب بوش في كلمته الفلسطينيين والاسرائيليين ب"اتخاذ خطوات فورية وملموسة صوب تحقيق رؤيته لدولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنباً الى جنب في سلام وأمن"، وقرر ايفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي جون وولف لرئاسة فريق للاشراف ومراقبة التقدم الذي يحققه الجانبان. وأعلن ان ادارته "سترسل فريق مراقبين" الى الشرق الأوسط لمساعدة الطرفين المتنازعين على تنفيذ خطة السلام. أما رئيس الوزراء الفلسطيني فقد دعا الى "وقف الانتفاضة المسلحة، وإحلال المقاومة السلمية بدلاً منها" وتعهد ب"بذل كل الجهود لانهاء الانتفاضة المسلحة"، قائلاً: "كي أكون صريحاً وواضحاً لا يوجد حل عسكري للصراع مع اسرائيل"، مكرراً "ادانة الفلسطينيين ورفضهم الارهاب والعنف ضد الاسرائيليين أينما كانوا"، معتبراً ان "هذه الوسائل لا تنسجم مع تقاليدنا الدينية والأخلاقية، بل انها تشكل عقبة خطيرة أمام دولتنا المستقلة وسيادتها"، فضلاً عن أنها "تتعارض مع الدولة التي نريد بناءها" وحض الفلسطينيين على "استخدام الوسائل السلمية لانهاء الاحتلال والمعاناة". وأكد ان السلطة الفلسطينية تسعى الى "دولتين: فلسطينية واسرائيلية، تعيشان جنباً الى جنب بسلام وأمن"، كما أن "التفاوض المباشر هو طريقنا لإنهاء الصراع، والتوصل الى حلول لكل قضايا المرحلة النهائية، وانهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967". وزاد انه "لا يجب أن نتجاهل عذابات اليهود على مر التاريخ، وحان الوقت لانهاء كل هذه المعاناة"، مؤكداً تصميمه على "تنفيذ كل ما التزم به الفلسطينيون أمام شعبهم والمجتمع الدولي في سيادة القانون والسلطة السياسية الواحدة والسلاح الشرعي الواحد في يد الجهات المختصة"، من أجل "الحفاظ على القانون والنظام العام والتعددية السياسية في اطار الديموقراطية". الى ذلك، تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالبدء فوراً بإزالة المستوطنات غير المرخص لها في الضفة الغربية من دون الاشارة الى التزام اسرائيل ب"تجميد الاستيطان" كما تطالب المرحلة الأولى من الخطة. وقال شارون ان "اسرائيل تعترف بأهمية التلاصق الجغرافي في الضفة الغربية لدولة فلسطينية قادرة على الحياة". وأضاف: "اسرائيل ترحب بالفرصة المتاحة لها بالبدء بمفاوضات مباشرة وفقاً لخطوات خريطة الطريق كما اعتمدتها الحكومة الاسرائيلية"، في اشارة الى إقرار الحكومة الاسرائيلية للخطة مع 14 تحفظاً اسرائيلياً. وتجنب شارون الاشارة الى "خريطة الطريق" التي تتضمن الاشارة الى المبادرة العربية التي تبنتها قمة بيروت وتنص على ضرورة انسحاب اسرائيل الى حدود حزيران يونيو 1967، مفضلاً الاشارة الى "رؤية" الرئيس بوش.