رفض مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، محاولات طهران تجنب انتقادات الوكالة وطلبها اغلاق ملفها النووي نهائياً. وقال: "هذا الملف سيبقى في صدارة جدول أعمالنا، الى ان يهدأ كل مخاوفنا" ازاء احتمال سعي طهران الى تطوير اسلحة نووية. وكان البرادعي يتحدث في اليوم الاول لاجتماع مجلس حكام الوكالة في فيينا أمس، لمناقشة ملفات عالقة، أهمها التحقق من عدم مواصلة ايران انتهاكاتها للمعاهدات النووية، والبحث عن دول أخرى يحتمل ان تكون تعاملت مع السوق السوداء العالمية للمكونات النووية. راجع ص8 وقال: "لدينا أدلة تتأكد أكثر وأكثر، عن وجود شبكة معقدة لتهريب المعدات والتكنولوجيا النووية، ونعمل بالتعاون مع حكومات لمواصلة بحوثنا". وأعلن البرادعي ان ايران وليبيا "خرقتا لسنوات طويلة" الاتفاقات الدولية المتعلقة بالأمن النووي، و"التزاماتهما الواردة في الاتفاق حول اجراءات التقيد" بمعاهدة الحد من الانتشار النووي. في الوقت ذاته، أكدت الوكالة ان شحنة يورانيوم مخصب، نقلت من ليبيا الى روسيا جواً امس، كجزء من خطوات طرابلس لتفكيك برنامجها لصنع اسلحة دمار شامل. وستوقع طرابلس غداً البروتوكول الإضافي الذي يسمح لخبراء الأممالمتحدة بتنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة لمنشآتها. وتوقع ديبلوماسيون في فيينا ان تصدر الوكالة قراراً يدين ليبيا التي اعترفت بمحاولة إنتاج أسلحة نووية، من خلال التعامل مع السوق السوداء، على ان يطوى الملف عند هذا الحد من دون تهديدات بفرض عقوبات. في المقابل، أبدت طهران تفاؤلاً باجتماعات وكالة الطاقة، مشددة على وجوب اغلاق ملفها ورفعه عن جدول اعمال الوكالة. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أن بلاده مطمئنة الى ان ملفها "يسير نحو عدم التسييس"، في اشارة الى تدخلات اميركية محتملة لمحاولة فرض عقوبات عليها. وقال المندوب الإيراني لدى الأممالمتحدة في فيينا بيروز حسيني لوكاله الانباء الايرانية ان البرادعي أشاد خلال اجتماع الوكالة بتعاون طهران. لكن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني المكلف الملف النووي لبلاده، اعتمد لهجة اكثر حزماً، إذ قال: "آن الأوان كي تؤكد الوكالة براءة الجمهورية الإسلامية بعدما بدأت تحقيقاً شاملاً في البرنامج النووي لإيران قبل 13 شهراً". جاء ذلك على خلفية تهديد مرشد الجمهورية علي خامنئي باستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم، إذا لم تُبرأ ايران في الاجتماع المنعقد الآن الذي يستمر الى نهاية الاسبوع. لكن تقارير في فيينا أشارت أمس، الى ان انقسامات شديدة برزت خلال الاجتماع بين الأميركيين الراغبين في ادانة ايران والثلاثي الأوروبي فرنسا وبريطانيا وألمانيا الذي يرفض ذلك، ويرغب في تشجيع طهران على التعاون مع الوكالة، والتخلي التام عن برنامج التخصيب في مقابل تزويدها تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية.