نفى مسؤولون باكستانيون ما تردد عن إفلات زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن من عملية نفذها الجيش الباكستاني في منطقة وانا القبلية على الحدود مع أفغانستان في الأيام القليلة الماضية. ووصف الناطق العسكري باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان في تصريح ل"الحياة" هذه التقارير بأنها "سخيفة ولا تستحق الرد عليها"، مؤكداً ان ليس هناك أحد من قيادات "القاعدة" في هذه المنطقة. ومن جهته، اكد الناطق باسم الجيش الاميركي الكولونيل بريان هيلفرتي عدم حدوث اي عملية واسعة في هذه المنطقة حالياً. وقال: "لكن لدينا قاعدة في جلال آباد ودوريات تسير في المنطقة كلها". وكانت هيئة الاذاعة البريطانية نسبت الى حاجي عبدالله حاكم منطقة بشير أغام جنوب جلال آباد أن بن لادن نجح في الافلات من قبضة القوات الباكستانية خلال محاولة جرت أخيراً لاعتقاله. وأشار عبدالله إلى أن بن لادن طلب اجتماعاً عاجلاً مع مسؤولين في حركة "طالبان" ليجدوا له "ملجأ آمناً". وأضاف: "قبل أربعة ايام التقيت في جلال آباد قائداً سابقاً في طالبان كان قادماً من بيشاور الباكستانية قال انه تلقى فاكساً مرسلاً من هاتف خلوي موقعاً باسم "الشيخ"، وهو اللقب الذي يطلق عموماً على بن لادن". وأوضح ان الفاكس يفيد بأن "الشيخ" "في صحة جيدة وتمكن من النجاة من عملية قام بها الجيش الباكستاني في منطقة وزيرستان الجنوبية وانتقل الى مكان آمن على الحدود" بين افغانستان وباكستان. وتقع باشير اغام على بعد حوالى 50 كلم جنوب جلال آباد وعلى طول الحدود مع المنطقة القبلية الباكستانية شمال مدينة باراشينار الباكستانية. وأمام تقدم القوات الاميركية لجأ الآلاف من عناصر "طالبان" والمتطوعين الاجانب في "القاعدة" الى هذه المنطقة في كانون الاول ديسمبر 2001. وتعرضت هذه المنطقة المملوءة بالمغاور والكهوف المحفورة في الصخر لقصف الطيران الاميركي. في غضون ذلك استبعد خبراء عسكريون باكستانيون أن تفلح طائرات "يو -2" الأميركية للتجسس التي من المقرر أن تنشر على علو 16 ألف قدم فوق الحدود الباكستانية - الأفغانية في تتبع بن لادن. وقال قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال أسلم بيغ ل"الحياة" ان هذا الأمر "غير ممكن. فصور الأقمار الاصطناعية لا يمكن أن تميز الأشخاص كما أن بن لادن لا يمكن أن يتنقل من دون تنكر".