هدد مسؤول عسكري في حركة "طالبان" بشن هجمات "لا سابق لها" ضد الجيش الاميركي والقوات الافغانية الموالية له في جنوب وجنوب شرقي البلاد بحلول الربيع. وأكد الناطق باسم الحركة في جنوب شرقي افغانستان محمد سيف العدل خلال مقابلة في خوست جنوب شرقي المحاذية للحدود مع باكستان، ان تلك الهجمات ستكون من النوع الذي "لم يسبق للأميركيين ان شاهدوا مثله". وأوضح: "سنهاجم على سبيل المثال مدينة كبيرة ونستولي عليها عسكرياً ونحتلها خلال ساعات ومن ثم نخليها". ويأتي ذلك على رغم حديث القوات الافغانية الموالية للأميركيين عن "عمليات تمشيط" تنفذها في خوست والمناطق المجاورة بحثاً عن مطلوبين، فيما اعلنت القوات الاميركية حشد قوات لها في منطقة قريبة لتنفيذ عملية وصفتها ب"المطرقة والسندان" ضد فلول "طالبان" و"القاعدة"، فيما اكدت إسلام آباد انها ستشارك في تلك العمليات اذا اقتضت الضرورة. تجمعات للحركة وفي غضون ذلك، تجمع نحو مئة عنصر مسلح من "طالبان" في منطقة جبلية نائية جنوبافغانستان، تحضيراً لهجوم، على ما افاد مسؤول محلي. وقال المسؤول: "تجمع امس الخميس نحو مئة عنصر مسلح من طالبان جاؤوا من اقاليم داي شوبان وارغانداب وخاك افغان في ولاية زابول، في الجبال المحيطة بمازين". وفي المقابل، قال المسؤول الثاني في مازين ويدعى هاشم انه توجه الى قلعة عاصمة الاقليم لإبلاغ حاكم الولاية بهذا التطور. وأوضح انه في حال حصول هجوم، هناك فقط 70 الى 80 عنصراً مسلحاً موالين للحكومة للدفاع عن مازين. وأضاف: "اذا هاجمتنا طالبان يمكننا ان ندافع عن انفسنا وطلب تعزيزات لكن لا يمكننا مهاجمتها". وأكد ان عناصر "طالبان" بإمرة الملا عبدالغفار والملا عبدالقهار وهما قائدان معروفان في منطقة زابول. واعترف بأن الحركة "تحظى بدعم شعبي كبير" في تلك المناطق والجيش الاميركي لم يعد يقوم بدوريات فيها بل يبقى في المدن. وتقع مازين على بعد 110 كيلومترات شمال شرقي مدينة قندهار، المعقل السابق للحركة. جهود أميركية مكثفة لرصد بن لادن ويأتي ذلك في وقت تحدثت تقارير عن جهود مكثفة يبذلها الاميركيون بالتنسيق مع الباكستانيين لمطاردة مطلوبين من "القاعدة" و"طالبان" يتنقلون عبر الحدود الافغانية الباكستانية، في حين تبذل إسلام آباد وسعها لإقناع القبائل بعدم تقديم ملاذ للمطلوبين. وتزامن ذلك مع اعلان رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز ان الولاياتالمتحدة تجري عمليات استطلاع على الحدود الافغانية - الباكستانية لرصد مكان زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن الذي "قد يكون على الارجح مختبئاً في مكان ما في المناطق القبلية على الحدود بين البلدين". وكان الجيش الاميركي اعلن الثلثاء الماضي، ان عسكريين باكستانيين شاركوا للمرة الاولى في عملية للقوات الاميركية على الحدود الافغانية بهدف صد مقاتلين من "القاعدة" لاجئين في المناطق القبلية، فيما حذر الرئيس برويز مشرف اعيان تلك المناطق من احتمال تعرضها لغارات جوية اميركية.