وقعت اشتباكات دامية امس في غرب كابول بين مؤيدي زعيمين محليين هما ظفر الدين الموالي لزعيم الحزب الاسلامي قلب الدين حكمتيار ونانجيالاي المؤيد للملك السابق محمد ظاهر شاه الذي يريد تنصيب نفسه حاكماً. وأسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع ستة قتلى وجريحين. وفي هذه الاثناء اكتشف عناصر من القوة الدولية في كابول مخابئ ذخيرة جديدة وقاموا باعتقال عدد من الاشخاص يشتبه بانتمائهم الى تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. بغرام، واشنطن، كابول - رويترز، أ ف ب، أ ب - قال مسؤول رفيع في الشرطة الافغانية امس، ان اشتباكات قوية وقعت غرب كابول بين رجال مسلحين ينتمون الى فصيلين متنازعين. ولكن المسؤول عن امن المنطقة عبدالأحمد اعتبر الحادث مجرد عراك بين اللصوص. وأضاف المسؤول في شرطة كابول زابتو الوكوزاي ان ستة اشخاص قتلوا وجرح اثنان في الاشتباك الذي وقع في منطقة داشتي توب 40 كلم غرب كابول واستخدم خلاله المسلحون رشاشات كلاشنيكوف ومدافع هاون وصواريخ مضادة للدبابات. وأضاف عبدالاحمد ان رجال الشرطة العاملين تحت قيادته اعتقلوا 15 شخصاً على الاقل لمحاولتهم الاستيلاء على دراجة نارية والقيام بأعمال نهب اخرى. ولم يكن ممكناً التأكد من الروايات المتضاربة حول الحادث، ولكن المسافرين الى تلك المنطقة قالوا انهم اوقفوا ساعات على الطرقات بانتظار فتحها. وقال الوكوزاي ان المعارك نشبت في الساعة الخامسة من بعد ظهر امس ودارت بين مناصري قائدي الحرب ظفر الدين الموالي لرئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار، ونانجيالاي الذي يحاول تنصيب نفسه حاكماً للمنطقة. وأوضح الوكوزاي ان القتلى الستة من اتباع ظفر الدين، وأن نانجيالاي يؤيد عقد اللويا جيركا وعودة الملك السابق محمد ظاهر شاه. وأضاف ان رجال ظفر الدين قاموا صباح امس باعتداء استولوا خلاله على قريتين، وأن "خطة ظفر الدين تقضي باحتلال اكبر مساحة من الاراضي وإعادة تنظيم الحزب الاسلامي وإلحاق الهزيمة بمؤيدي الملك ومجلس اللويا جيركا". اعتقالات ومن جهة أخرى، قال الناطق باسم التحالف الدولي الجنرال براين هيلفرتي ان القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في كابول ايساف اعتقلت امس عدداً من الرجال يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" ودمرت مخابئ اسلحة جديدة في افغانستان. وقال هيلفرتي متوجهاً الى الصحافيين في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول: "لقد عثرنا اول من امس الخميس على مخبأ جديد للاسلحة. كما فجرنا عدداً من المغاور واعتقلنا بعض الرجال الذين يشتبه في انتمائهم الى القاعدة. ولكننا لا نزال نجهل ما هي قيمتهم الاستخباراتية". وأوضح هيلفرتي ان خبراء الاسلحة دمروا امس كميات كبيرة من المواد المتفجرة في مستودع للذخيرة في قندهار اطلق عليه اسم "مساحة المتفجرات". ولم يعط الناطق الاميركي اي تفاصيل اضافية حول العملية. وتواصل القوة الدولية عمليات التفتيش في شرق افغانستان بعد عملية "اناكوندا" التي شنتها في آذارمارس في جبال عرما في ولاية بكتيا ضد مقاتلي "القاعدة" و"طالبان". وأعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون امس انه لا يستبعد ان تتولى بلاده قيادة ايساف الى ما بعد حزيران يونيو، بعدما كان هون اعلن اول من امس ان بريطانيا ستواصل قيادة القوة "حتى حزيران يونيو"، اي لمدة شهر اضافي عن الموعد المحدد. وأضاف هون امس: "بكل صراحة آمل الا تستمر في ذلك، لكننا نجد انفسنا امام وضع متطور ومشجع في اطار مواصلتنا اعادة إعمار افغانستان". مصير بن لادن وقال مسؤولون اميركيون انه في وقت تتواصل الابحاث على عينات الشفرة الجينية او الحمض النووي دي ان اي التي جمعت من افغانستان، سيعتبر اسامة بن لادن حياً الى ان تثبت التحليلات عكس ذلك. وتجري السلطات الاميركية حالياً اختبارات الحمض النووي على عينات جمعت من منطقة جوار كيلي في افغانستان حيث ضربت مجموعة يعتقد ان بينها مسؤولاً رفيعاً من "القاعدة" في هجوم صاروخي في الرابع من شباط فبراير الماضي. وعلى رغم مرور ستة اشهر على حملة القصف التي بدأتها الولاياتالمتحدة في افغانستان للقضاء على حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، لم تتمكن القوات الاميركية من العثور على الرجل الذي قال الرئيس الاميركي جورج بوش انه يريده "حياً او ميتاً". ورصدت الولاياتالمتحدة 25 مليون دولار لمن يرشد عنه. وقال السناتور ريتشارد شلبي نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الذي عاد من رحلة الى افغانستانوباكستان: "اعتقد انه في نهاية الامر سنعثر على بن لادن بالتعاون مع حلفائنا. انا شخصياً اعتقد انه حي الى ان يثبت الطب الشرعي غير ذلك". وأعرب شلبي عن اعتقاده ان بن لادن لا يزال موجوداً في افغانستان او في منطقة الحدود الباكستانية. وتابع قائلاً: "اعتقد اننا سنعثر على اسامة بن لادن ونقضي عليه، لكن لا اعلم متى يحدث ذلك". وسئل الجنرال تومي فرانكس المسؤول عن الحرب الاميركية في افغانستان في المركز الصحافي الاجنبي عن فشل اكبر جيش في العالم في اسر او قتل بن لادن فقال: "هذه ليست مهمة الجيوش"، في اشارة الى مهمة البحث عن شخص او عن مجموعة من الاشخاص. وأوضح ايضاً ان اكثر اجهزة الامن تقدماً في العالم قد تحتاج الى سنوات للعثور على مجرم هارب. وقال فرانكس معرباً عن امله في الامساك ببن لادن: "من الممكن ان يختفي الناس لبعض الوقت، لكننا سنمسك بهم. لكن لا اعتقد ان في مقدور احد منا ان يعرف التوقيت. وانا لا اصدق موت احد من هذه الشخصيات او اعتقاله الى ان ارى ادلة على موته او اعرف باعتقاله". ويعتبر "ابو زبيدة" اهم قيادي في "القاعدة" يحتجز في الولاياتالمتحدة. فهو نائب بن لادن الذي يعتقد انه كان يجند اعضاء التنظيم وينسق سفرهم الى معسكرات التدريب في افغانستان. ويعالج "ابو زبيدة" من ثلاث رصاصات اصيب بها خلال ملاحقته واعتقاله في باكستان. ويحيط المسؤولون الاميركيون مكان احتجازه في الولاياتالمتحدة بسرية كاملة لدواعي الامن. وقال فرانكس: "انه تحت سيطرتنا وهو خاضع للعلاج، وكما علمت حياته ليست في خطر لكن اعتقد انه من غير المناسب الكشف عما يجري من مناقاشات معه".