تشن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في افغانستان عملية جديدة في منطقة شاسعة في القطاعين الجنوبي والشرقي من البلاد بهدف اعتقال اعضاء بارزين في تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". فيما يتوقع أن يبدأ صباح اليوم مئات من عناصر الجيش القبلي الذي شكلته القبائل الباكستانية حملة مطاردات للعناصر الأجنبية والباكستانية المطلوبة في منطقة أعظم ورسك جنوب وزيرستان. وأوضح اللفتنانت كولونيل برايان هيلفرتي الناطق باسم الجيش الاميركي في مؤتمر صحافي ان العملية التي يطلق عليها اسم "عاصفة الجبل" بدأت في السابع من الشهر الجاري وتشارك فيها قوات قوامها 13500 رجل بقيادة اميركية وبمعاونة غطاء جوي. وأعرب عن اعتقاده "ان ذلك سيسهم في تقديم زعماء المنظمات الارهابية للعدالة من خلال مواصلة ممارسة الضغوط عليهم". ووصف مسؤولو دفاع اميركيون في واشنطن عملية "عاصفة الجبل" بأنها هجوم واسع في الربيع لمطاردة الهاربين من تنظيم "القاعدة" بمن فيهم بن لادن. وقالوا ان العملية بدأت في توقيت يسمح بالاستفادة من تحسن الاحوال الجوية في المنطقة الحدودية الجبلية النائية بين افغانستانوباكستان حيث يعتقد ان بن لادن متوار. وأوضح المسؤولون ان "قوة المهمات 121" وهي قوة سرية تضم جنوداً كوماندوس من قوات العمليات الخاصة وضباطاً من وكالة الاستخبارات المركزية شاركوا في القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين في كانون الاول ديسمبر الماضي أرسلت افراداً ومعدات الى المنطقة الحدودية للبحث عن بن لادن واعضاء آخرين في القاعدة "وطالبان". وقال مسؤول دفاع ان عملية "عاصفة الجبل" صممت بحيث تستمر فترة أطول من عمليات عسكرية سابقة كانت تنتهي خلال ثلاثة أو اربعة اسابيع. وقال اللفتنانت جنرال ديفيد بارنو وهو من كبار ضباط القوات الاميركية في افغانستان الشهر الماضي ان الولاياتالمتحدةوباكستان تتحركان نحو عمليات تم التنسيق لها على الحدود لمنع فرار المقاتلين من خلال عبور الحدود من بلد الى آخر. واشار الى ان باكستان صعّدت العمليات العسكرية في المناطق القبلية التي تتمتع بحكم ذاتي تقريباً على امتداد الحدود حيث يسعى اعضاء "القاعدة" الفارون للحصول على ملاذ. وتأتي العملية الجديدة قبل أيام من الزيارة المرتقبة لكل من وزير الخارجية الأميركي كولن باول وقائد القوات الوسطى الأميركية الجنرال جون أبي زيد لاسلام آباد. وقال خبراء عسكريون باكستانيون ل "الحياة" ان الزيارة تأتي في ظل بوادر افتراق في المصالح بين الرئيس برويز مشرف وواشنطن. وحدد هؤلاء ثلاثة مواضيع تطالب بها واشنطن ويصعب على مشرف تلبيتها مما يؤكد هذا الافتراق، أولها المطالبة الأميركية بتسليم أبو المشروع النووي الباكستاني عبدالقدير خان لاستجوابه، والثاني السماح لقوات أميركية بالانتشار على الأرض الباكستانية لملاحقة عناصر "القاعدة" و"طالبان"، والثالث السماح لواشنطن بمراقبة المشروع النووي. مقتل شخص بهجوم صاروخي الى ذلك، ذكرت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية أن مجهولين أطلقوا صاروخين على الاقل الليلة قبل الماضية على أحد منازل حاكم إقليم لاغمان شرق محمد إبراهيم بابكر، ما تسبب في مقتل شخص واحد.