اعلن الرئيس الافغاني حميد كارزاي امس، ان الانتخابات الرئاسية الاولى بعد اطاحة حكم "طالبان" ستؤجل ثلاثة اشهر عن الموعد الاصلي المقرر لها. وقال للصحافيين ان "اللجنة الانتخابية لبعثة الاممالمتحدة المكلفة مساعدة افغانستان ابلغتني ان بامكانهم تنظيم الانتخابات الرئاسية والاشتراعية في وقت واحد" مطلع ايلول المقبل. وكان يفترض بموجب اتفاقات السلام الموقعة في بون اواخر 2001، ان تجرى اول انتخابات ديموقراطية في افغانستان في حزيران يونيو 2004. وسبق وان ابدى كارزاي رغبته في تأجيل الانتخابات اثناء اجتماع في كابول مع مجموعة صغيرة من السفراء الاربعاء الماضي. وكانت مصادر ديبلوماسية اشارت الى انه ينتظر اعلاناً رسمياً في هذا الشأن قبل او خلال مؤتمر برلين للجهات المانحة لافغانستان الذي سيضم نحو ستين دولة ومنظمة دولية اعتباراً من 31 الشهر الجاري. وبات تأجيل الانتخابات الرئاسية ممكناً بعد الدستور الافغاني الجديد البند 160 الذي اعتمد في مطلع كانون الثاني يناير الماضي، ونص على ان "تبذل كل الجهود من اجل اجراء الانتخابات الرئاسية والاشتراعية في وقت واحد". الى ذلك، اقر كارزاي بأن افغانستان ما زالت تشهد اضطرابات مثل المعارك بين الفصائل الاسبوع الماضي في هيرات حيث قتل وزير الطيران ميرويس صديق. واستطرد قائلاً : "لكن لحسن الحظ هناك ايضاً نجاحات" وخطوات تم تحقيقها بغية تنظيم الانتخابات. اما العوائق الرئيسية امام تنظيم هذه الانتخابات فتتمثل في تسجيل نحو عشرة ملايين ناخب بحلول الصيف، وانعدام الامن نتيجة تصاعد نشاطات "طالبان" في كل الحزام البشتوني، في المناطق الحدودية مع باكستان. وما يطرح مشكلات ايضاً خصوصاً بالنسبة الى الانتخابات البرلمانية هو غياب القانون الانتخابي والغموض المحيط بالدوائر الانتخابية ونفوذ زعماء الحرب والقادة المدججين بالسلاح في المناطق او حتى انعدام وجود احزاب سياسية ذات صدقية وديموقراطية. وتم حتى الآن تسجيل مليون و570 الف افغاني على اللوائح الانتخابية بينهم 445 الف امرأة، اي 28 في المئة من المسجلين بحسب أخر ارقام الاممالمتحدة التي تشرف على العملية. ويبدو تسجيل الناخبين بعدد كافٍ مع توزيع متوازن بحسب الجنس والمنطقة وكذلك تنظيم الانتخابات بحد ذاتها، بمثابة رهان حقيقي. ويفترض ان تؤدي الانتخابات الاشتراعية الى انتخاب النواب ال250 المقبلين، الاعضاء في "ووليسي جيرغا" مجلس الشعب او الجمعية الوطنية وقسم من اعضاء "ميشرانو جيرغا" مجلس القدامى او مجلس الشيوخ الذي سيعين الرئيس المنتخب ثلث اعضائه. هجمات"طالبان" الى ذلك، قال مسؤول في ولاية اوروزجان المضطربة وسط أفغانستان ان مقاتلين من "طالبان" دهموا نقطة للجيش في المنطقة، مما أسفر عن مقتل جنديين على الاقل، مضيفاً أن عشرة جنود آخرين فقدوا. وفي حادث منفصل قال قائد عسكري ان فرداً كان يحاول تنفيذ عملية انتحارية في قاعدة عسكرية في بلدة تقع جنوب شرقي البلاد، قتل عندما انفجرت القنبلة قبل الوقت المقرر في حين أصيب ستة آخرون في هجوم آخر في البلدة. وقال ناطق باسم "طالبان" ان 11 من جنود القوات الحكومية قتلوا في هجوم شنه المقاتلون قبيل الفجر في مقاطعة ديه راوود في ولاية أوروزجان حيث مسقط رأس الملا محمد عمر. ولكن مسؤولاً في الولاية قال ان اثنين قتلا وأصيب ثلاثة وفقد عشرة. وفي الوقت نفسه، قال خيال باز شيرزاي القائد العسكري في بلدة خوست جنوب شرقي البلاد ان قنبلة مهاجم انتحاري انفجرت قبل موعدها المقرر اول من امس، مما أسفر عن مقتله. وأضاف شيرزاي أنه في هجوم منفصل في خوست أصيب ستة مدنيين أحدهم طفل في هجوم صاروخي على مطعم قرب مطار البلدة حيث تتمركز القوات الاميركية. وفي هجوم ثالث في خوست ليل اول من امس، ألقيت ثلاث قنابل يدوية على منازل جنود أفغان بعضهم يعمل مع القوات الاميركية. ولم تقع اصابات في ذلك الهجوم.