كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - خطفت حركة «طالبان» 19 شخصاً مرتبطين بعملية الاقتراع في الانتخابات الاشتراعية المقررة في افغانستان اليوم، بينهم مرشح، في منطقة موقور بولاية بادغيس (شمال غرب)، ما يفرض اجواء التوتر الشديد على الانتخابات التي هددت الحركة بعرقلتها. وأوضح عبدالرحمن رئيس اللجنة الانتخابية في بادغيس ان المخطوفين هم عشرة من انصار مرشح وثمانية موظفين في اللجنة، فيما اكد حاكم المنطقة محمد شاه حنظله ان الرهائن نقلوا الى منطقة «بالا مرقب» التي تخضع لسيطرة «طالبان» في الولاية ذاتها. وفي منطقة اليشنغ بولاية لغمان (شرق)، خطف مرشح للانتخابات الاشتراعية يدعى عبدالرحمن حياة. وتبنى الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد العملية، علماً انه كان صرح اول من امس بأن كل الطرق المؤدية الى مراكز الاقتراع ستستهدفها هجمات، على غرار قوات الامن والعاملين في تنظيم الانتخابات. وشهدت الحملة الانتخابية حملة ترهيب لمرشحين الذين قتل ثلاثة منهم على الاقل، بينما استهدفت عشرات الهجمات انصارهم. وقالت الاممالمتحدة ان اثنين من موظفي اللجنة الانتخابية المستقلة قتلوا في ولاية بلخ (شمال) الاربعاء الماضي. ولم يمنع ذلك دعوة الرئيس الافغاني حميد كارزاي الافغان، وبينهم عناصر «طالبان»، للتوجه الى صناديق الاقتراع من اجل الادلاء بأصواتهم اليوم. وقال: «ستجلب الانتخابات مزيداً من الاستقرار للبلاد»، علماً ان اكثر من 10,5 مليون ناخب دعوا الى المشاركة في انتخاب 249 نائباً في الجمعية الوطنية. وستتولى مروحيات نقل الصناديق والبطاقات الى 20 في المئة من مراكز التصويت، بينما سيتكفل اكثر من 900 حمار بالوصول الى المناطق الاكثر وعورة. وقطعت معظم الحمير نحو 50 كيلومتراً لنقل حمولاتها، علماً ان اللجنة الانتخابية التي تملك 150 مليون دولار لتنظيم الاقتراع كلفت احد موظفيها استئجار 16 حماراً لاحتياجات الانتخابات. وفيما تُنظم الانتخابات الاشتراعية الثانية منذ سقوط نظام «طالبان» بعد سنة على الانتخابات الرئاسية التي شهدت عمليات تزوير واسعة، وأضرت بصورة الرئيس حميد كارزاي، أعلن وزير الدفاع الأسترالي الجديد ستيفن سميث جاهزية قوات بلاده لتقديم المساعدة الامنية المطلوبة في أفغانستان في سبيل ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وتوقع سميث محاولة «طالبان» عرقلة الانتخابات التي سيشرف الجيش الأفغاني بالدرجة الاولى على امنها مع توفير القوات الأسترالية الدعم اللازم. وقال: «أساساً نحن في موقع يدعم تقديم مساعدة، لكننا لا نريد التدخل في شكل كبير، على رغم ادراكنا ان ظروف تنظيم الانتخابات صعبة جداً». وقال: «يواجه الجنود الاستراليون اخطاراً في افغانستان، وتكبدت صفوفهم خسائر كثيرة اخيراً. كما يعاني اعضاء بعثتنا الديبلوماسية ومدنيون من مواطنينا من اخطار». وخلال لقائهما في واشنطن، اعتبر وزيرا الدفاع الفرنسي هيرفيه موران والاميركي روبرت غيتس ان الوضع في افغانستان «يتحسن على رغم استمرار مواجهته تحديات عدة». وقال غيتس إن «قائد القوات الاجنبية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس يعتبر ان الجهود المبذولة تسير على الطريق الصحيح». وأيده موران الذي أكد ايضاً ان التحديات التي تواجهها المهمة صعبة بالنسبة الى الاوروبيين ايضاً، مشيراً الى انه يصعب فهم ان الامن في العالم يواجه تحدياً في افغانستان التي تبعد ستة الآف كيلومتر من اوروبا وليست تقليدياً منطقة نفوذ لاوروبا». وأشار غيتس الى ان العناصر التي جمعها الجنرال باتريوس حتى الآن «تدل على وجود تحسن إن على الصعيدين المدني والعسكري، لكن المعركة لم تنته، لأننا نواجه تحديات كثيرة، ولا زلنا نخسر ارواحاً». وقتل جنديان من الحلف الاطلسي (ناتو) في هجوم شنه متمردون في جنوب البلاد، ما رفع الى 509 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في هذا البلد منذ مطلع 2010 التي توشك ان تصبح السنة الاكثر دموية للقوات الاجنبية، بعدما قتل 508 جنود منذ مطلع هذا العام.