كابول - أ ف ب، رويترز - أدلى الأفغان بأصواتهم في الانتخابات الاشتراعية الثانية منذ سقوط نظام حركة «طالبان» نهاية عام 2001، متحدّين تهديدات الحركة التي أسفرت هجماتها على الناخبين ومراكز الاقتراع التي فتحت 92 في المئة منها أبوابها، عن سقوط ستة قتلى، وذلك على رغم نشر السلطات نشرت حوالى 400 ألف جندي وشرطي. وقدّرت اللجنة الانتخابية نسبة المشاركة في الانتخابات الاشتراعية ب32 في المئة بحلول منتصف النهار، ما شكل نسبة اكبر من الانتخابات الرئاسية التي اجريت في آب (اغسطس) 2009 وشابتها عمليات تزوير كثيفة لمصلحة كارازي وتجاوزت بقليل ال30 في المئة. واصطف رجال ونساء بهدوء للتصويت في غرفتين منفصلتين في مراكز الاقتراع التي بلغ عددها 5816 في الأصل، وأكد رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة فاضل احمد منوي اغلاق ما نسبته 8 في المئة بسبب العنف، مع العلم ان اللجنة ذاتها كانت توقعت قبل الاقتراع عدم فتح 15 في المئة من المراكز أبوابها. وأكد أن أي حادث كبير يمنع سير الاقتراع، مؤكداً ان اي ولاية لم تفتح فيها 50 في المئة على الاقل من مراكز الاقتراع. وشعرنا بقلق على نورستان، لكن نسبة المكاتب التي فتحت فيها لم تقل عن خمسين في المئة». واللافت ان «طالبان» أكدت في رسالة الكترونية ان مسلحيها هاجموا 150 مكتب اقتراع اعطت تفاصيل لبعضها، مع العلم انها تضخم حصيلة عملياتها غالباً، علماً ان الشرطة الافغانية قالت ان عدد المكاتب التي هوجمت لا يزيد عن عشرة. ولدى إدلائه بصوته في مدرسة وسط العاصمة كابول، أمل الرئيس الافغاني حميد كارزاي بتسجيل نسبة مشاركة «مرتفعة» في الانتخابات التي تهدف الى اختيار 249 نائباً بينهم 68 من النساء من اصل 2500 مرشح. وقال: «انه يوم عظيم. بفضل دستورنا يحق للشعب اختيار برلمانه». وفي ولاية قندهار مهد «طالبان» في الجنوب، فتحت مراكز الاقتراع في الوقت المحدد، لكن ناخبين قليلين أدلوا بأصواتهم في المدينة التي اغلقت كل طرقاتها امام السيارات لأسباب امنية، فيما علقت اعلانات تدعو السكان الى البقاء في منازلهم وعدم التصويت، كي لا يسقطوا ضحايا هجمات. وقال جهان زائي البالغ 55 من العمر، امام احد مراكز الاقتراع في جلال آباد «اريد القضاء على الفساد. ادليت بصوتي على أمل ان يساعد ذلك في اعادة دولة القانون». اما محمد زمان (50 سنة) فقال: «أريد أن اظهر أنني لست خائفاً من طالبان». لكن المتمردين نفذوا محاولة فاشلة لاغتيال طورالاي ويسا حاكم قندهار عبر تفجير قنبلة قرب سيارته لدى تفقده مراكز اقتراع، وأدت فقط الى كسر زجاج سيارته». وفي شرق البلاد، قتل ثلاثة اشخاص أحدهم إثر سقوط قذيفة على مركز اقتراع في منطقة اسمر، وثانٍ بصاروخ أصاب منزله في اسد آباد، وثالث بصاروخ آخر استهدف مركز اقتراع في منطقة سيركناي. وفي ولاية تاخار (شمال)، سقطت قذيفة هاون على منزل، ما أدى الى مقتل رب اسرة وجرح نجليه. وأطلق المتمردون صواريخ على مقر قيادة الحلف الاطلسي (ناتو) وسط كابول من دون ان يؤدي الى ضحايا او أضرار. وكذلك على مدن وقرى اخرى تسبب احدها في مقتل شخصين في ولاية ننغرهار، كما هاجموا مركزاً للتصويت في الشمال، ما ادى الى مقتل جندي أفغاني وستة من عناصر الأمن. وأدى هجوم آخر الى جرح ثلاثة اشخاص بينهم مراقبان افغانيان في مركز للاقتراع في خوست (جنوب). وكانت «طالبان» خطفت عشية الاقتراع 18 شخصاً، هم 10 من مؤيدي مرشح و8 موظفين في اللجنة الانتخابية شمال غربي أفغانستان، ومرشح غرب كابول. وأعلن البيت الأبيض اول من امس ان الانتخابات الاشتراعية في افغانستان تجرى وسط اجواء من «القلق الشديد على الوضع الأمني»، لكنه ابدى ثقته بأن هذه الانتخابات «ستتكلل بالنجاح».