اعلن رئيس المفوضية الاوروبية وزعيم المعارضة الايطالية رومانو برودي امس معارضته مشاركة استمرار بلاده في احتلال العراق، في حال وصول يسار الوسط الى الحكم في روما، مشيرا الى انه سيسعى الى تفويض من الاممالمتحدة لوجود عسكري في العراق. وجاء كلام برودي في رسالة نشرتها صحيفة "كورييري ديلا سييرا" وتضمنت رأيه في الجدل الحاصل حاليا في ايطاليا في شأن الوضع في العراق. وقال برودي الذي أسس ائتلاف "شجرة الزيتون" المعارض ان حكومة من الائتلاف "لم تكن بالتأكيد لتعطي موافقتها على المشاركة في الحرب على العراق ... لان الامر يتعلق بحرب لا بعملية سلام. حرب لا تزال توقع الضحايا، كما نعرف تماما نحن الايطاليين الذين لن ننسى قتلانا في الناصرية". وكانت حكومة سيلفيو برلوسكوني والاحزاب الاربعة من اليمين ويمين الوسط المشاركة في الحكومة دعمت القرار الاميركي بالتدخل عسكريا في العراق الذي كان مناقضا لرأي الشعب. وتم ارسال ثلاثة الاف عسكري ايطالي للمشاركة في عمليات ما بعد الحرب. وقتل 17 من هؤلاء وجرح عشرون آخرون في تفجير وقع في تشرين الثاني نوفمبر. وقتل في العملية نفسها مدنيان ايطاليان و28 عراقيا. وفاجأ برلوسكوني الايطاليين عندما اعلن الجمعة انه لن يزور الجنود المنتشرين في الناصرية في جنوبالعراق "الذين ذهبوا طوعا والذين يحصلون على رواتب افضل بكثير من الرواتب التي قد يحصلون عليها لو بقوا في ايطاليا". وانتعشت أمال المعارضة في ايطاليا اثر انتصار الاشتراكيين الاسبان في الانتخابات اذ اعتمدت حملتهم الانتخابية على تعهدات بسحب القوات الاسبانية من العراق الا انها فشلت حتى الان في الاستفادة من المعارضة الايطالية الواسعة للحرب في العراق. وقال برودي "اذا تسلم ائتلاف شجرة الزيتون مسؤولية الحكم وكان يفترض بي ان اقرر الاستمرار او وقف المشاركة في هذه الحرب، فلن اتردد في التأكيد بان القرار سيكون وضع حد للتدخل". واضاف ان "الاحتلال بشكله الحالي يعني المضي في حرب غير مبررة وغير شرعية، لم تنجح على ما هو واضح في اعادة السلام والامن". وتابع "الا اننا نجد انفسنا في مواجهة احدى النظريات التي تبرر بشكل كامل تدخل الاسرة الدولية وتجعله ضروريا". ورأى ان هذا التدخل "يجب ان يكون قبل اي شيء انسانياً، ومخصصا لحماية السكان واعادة الاعمار. في الوضع الحالي، يجب ان يكون التدخل مسلحا وان يلحظ احتمال اللجوء الى العنف". واوضح ان "الشرط الرئيسي لكي يكون هذا التدخل شرعيا هو موافقة الاممالمتحدة". وتابع برودي "لكي يكون الامر فعالا ... لا بد من بذل جهد تجاه الدول الاسلامية ... بهدف عزل المجموعات الارهابية داخل اراضيها". وقال "من غير المسموح به ان يقرأ احد في هذا الموقف ضعفاً في مواجهة الارهاب، لان الارهاب تهديد لكل العالم الحر وهدفنا هو القضاء عليه".