تطالب القوى اليمينية بزعامة رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب ايطاليا للأمام سيلفيو بيرلوسكوني بضرورة التصويت على سحب الثقة من الحكومة الحالية، بسبب ورود اسم ارماندو كوسوتا زعيم حزب الشيوعيين الايطاليين الذي يشارك بوزيرين في الائتلاف الحكومي الحالي. وورد اسم كوستا في لائحة "ميتروخين" كونه كان عميلاً للاستخبارات الروسية. وميتروخين جاسوس روسي فرّ الى بريطانيا عام 1992 بمساعدة اجهزة الاستخبارات البريطانية وفي حوزته ملفات سرية مصورة ومنسوخة فيها آلاف الوثائق والرسائل والتقارير عن شبكات التجسس التي سخرتها اجهزة الاستخبارات السوفياتية من خلال عملائها المحليين في بريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا. وسلمت بريطانيا الملف الى جهاز الاستخبارات الايطالية سيزمي عام 1995 الذي اطلع عليه وزير الدفاع بينيامينو اندرياتا في حكومة رومانو برودي، وظل الملف في ادراج رئيس الوزراء السابق، حتى بدأت بعض الصحف الايطالية بالمطالبة بنشر اسماء عملاء كي.جي.بي بعد ظهور كتاب "ارشيف ميتروخين" للكاتب كريستوفر. ويحتوي الملف الايطالي الذي يتألف من 645 صفحة وتطلق عليه المعارضة اسم "ملف فضائح خونة البلاد" على عدد كبير من اسماء السياسيين والصحافيين والديبلوماسيين ورجال الفكر والثقافة الايطاليين معظمهم اعضاء في الحزب الشيوعي المنحل والحزب الاشتراكي الايطالي وعدد من الشخصيات اليسارية المعروفة في البلاد. واثار ملف "ميتروخين" من جديد قضية اغتيال زعيم الديموقراطية المسيحية الدو مورو على يد جماعة الالوية الحمراء اليسارية المتطرفة، وكيف ان اثنين من قتلته كانا مختبئين في بيت احد الشخصيات اليسارية المعروفة وورد اسمه عميلاً مجنداً في اجهزة الاستخبارات السوفياتية. وصرح كوسوتا ل"الحياة" انه كان ولا يزال شيوعياً، وان عقيدته الشيوعية ترتضي تعاون الاحزاب الشيوعية مع المركز وهو الحزب الشيوعي السوفياتي، وانه لم يسيء الى بلاده ولم يتجسس عليها وان الضجة التي يفتعلها اليمين والقوى الفاشية الايطالية لا تعدو ان تكون عاصفة ساذجة يراد منها خلق انعطافة اساسية في النظر الى الحرب الباردة التي انتهى عهدها.