} شن اليمين الايطالي بقيادة سيلفيو بيرلوسكوني حملة استهدفت وزير الخارجية لامبيرتو ديني ومن خلاله الائتلاف الحكومي اليساري، وذلك تمهيداً لمعركة الانتخابات. وطالب اليمين باستقالة ديني، في ضوء جدل ساخن بين اليساريين الايطاليين وواشنطن التي اتهمت حكومتهم بتقديم دعم لوجستي للنظام السابق في بلغراد ابان حرب كوسوفو. تصرّ قوى المعارضة اليمينية التي يقودها سيلفيو بيرلوسكوني المرشح الأقوى للفوز بالانتخابات الاشتراعية في 22 ايار مايو المقبل، على استقالة وزير الخارجية الإيطالي لامبيرتو ديني من منصبه بسبب تورطه في فضيحة ابرام صفقة بين شركتي "ستيت" الإيطالية و "تيليكوم" الصربية. واعتبرت الولاياتالمتحدة ومعها قوى اليمين الإيطالي أن الصفقة التي اشترت بموجبها الشركة الايطالية 29 في المئة من "تيليكوم" الصربية بمبلغ 750 مليون دولار، جاءت لتثبيت نظام الرئيس اليوغوسلافي المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش الذي وقع على العقد شخصياً. ووقع عن الجانب الإيطالي توماسو توماسي المدير العام ل"ستيت" الذي نصبه رومانو برودي محل ارنستو باسكواله المدير السابق الذي عزل من منصبه لرفضه توقيع الصفقة عام 1997. ونشرت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية المعروفة بميولها اليسارية والمساندة للائتلاف الحكومي في البلاد، تفاصيل هذه الصفقة، من خلال استجواب عدد من مسؤولي شركة "ستيت"، السابقين والحاليين. واستجوب البرلمان الإيطالي في جلسة خاصة طالبت بها قوى اليمين، وزير الخارجية لامبيرتو ديني بوصفه "مهندس الصفقة" الذي لم يقتنع أحد بنفيه القاطع ان يكون تدخل فيها. واكد ديني أنه علم بالصفقة من الصحف فقط، وأن حكومة رومانو برودي السابقة لم يكن لها اي دور في إتمامها وأن "شركة ستيت تصرفت في استقلالية تامة"، مشيراً الى أن الصفقة ابرمت بعد مرور ثمانية أشهر من رفع الحظر الاقتصادي الأوروبي عن صربيا. وفي المقابل، اتهم برودي وكالة الاستخبارات الأميركية بأنها "وراء هذه اللعبة للنيل من سمعة وزارة الخارجية الإيطالية". وردت الخارجية الأميركية واصفة برودي بأنه "غير مرغوب به، وغير موثوق فيه"، بحسب ما أعلن الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض الذي اعتبر ان اتهاماته الاستخبارات الأميركية "لا صحة لها ومنافية للحقيقة وتعود الى لغة الحرب الباردة التي كان الشيوعيون يتفوهون بها". وضمن أجواء الحملة الانتخابية المحتدمة، ومحاولات المعارضة اليمينية المنضوية في ائتلاف "بيت الحرية" النيل من ائتلاف "قطب الزيتون" اليساري الحاكم، عقد موريتسيو غاسبري الناطق باسم حزب التحالف الوطني الفاشية الجديدة سابقاً مؤتمراً صحافياً، عرض خلاله عدداً من الوثائق، تشير الى تورط حكومة برودي في اقناع الشركة الايطالية بتزويد تيليكوم صربيا انظمة معلومات معقدة باستطاعتها التعرف مسبقاً الى غارات حلف الأطلسي عن طريق الأقمار الاصطناعية، وهو الأمر الذي أدى الى قصف طائرات حلف الأطلسي السفارة الصينية في بلغراد لإبطال مفعول تلك الأجهزة.