لاحت بوادر انفراج في الازمة الروسية - القطرية بعدما أفرجت موسكو عن مواطنين قطريين كانت تحتجزهما وابعدت الدوحة ديبلوماسياً روسياً يشتبه في تورطه في اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندرباييف في الدوحة الشهر الماضي. ولم تستبعد مصادر روسية ان يكون هذا التطور جزءاً من اتفاق توصل اليه الجانبان لتسوية الازمة بشكل نهائي، على رغم ان مصادر الدوحة نفت ذلك. وتسارعت تطورات الموقف بعد اتصال هاتفي اجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء اول من امس، واعلنت موسكو اطلاق سراح الرياضيين القطريين ناصر إبراهيم المضيحكي وإبراهيم أحمد ناصر اللذين اعتقلا اثناء مرورهما في مطار موسكو بتهمة "مخالفة الانظمة الجمركية". وتحدثت مصادر أمنية عن الاشتباه بوجود علاقة لهما بمنظمات اسلامية متشددة، لكن ناطقاً أمنياً روسياً أكد أمس أن التحقيق اثبت براءتهما. ولم يستبعد مراقبون روس ان يكون اطلاق القطريين بعد الاتصال الهاتفي مباشرة "بادرة حسن نية" من جانب موسكو، خصوصاً أنها جاءت بعد ساعات على وصول فريق من المحامين الروس الى الدوحة لتقديم مساعدة قانونية الى عنصرين من الاستخبارات الروسية اعتقلهما الامن القطري بعد اغتيال ياندرباييف ووجهت اليهما رسميا تهمة التورط فيه. وألمح ديبلوماسي روسي تحدث الى "الحياة" الى احتمال توصل الطرفين الى اتفاق على انهاء الازمة، معتبراً قيام الدوحة بإبعاد الديبلوماسي الروسي جزءاً من هذا الاتفاق، لكن مصادر في الدوحة استبعدت ذلك مؤكدة ان بتّ مصير العميلين الروسيين في يد القضاء القطري. وكانت وزارة الخارجية القطرية اعلنت امس بعد وصول الرياضيين بنحو ثلاث ساعات انها "وجهت مذكرة رسمية الى السفارة الروسية ابلغتها فيها ان السكرتير الاول في السفارة الروسية الكسندر فيتيسوف شخص غير مرغوب فيه وطلبت ان يغادر البلاد خلال 24 ساعة". وأكد مصدر قطري مطلع ل"الحياة" أن طائرة قطرية أقلت الرياضيين في رحلة خاصة حيث استقبلهما في الرابعة صباح أمس في مطار الدوحة مسؤولون في الخارجية واتحاد المصارعة وافراد عائلتيهما. وذكرت "وكالة الأنباء القطرية" إن الإفراج عن الرياضيين تم "لعدم ثبوت ارتكاب المواطنين أي مخالفة للقانون". ولم تعلق موسكو على ابعاد الديبلوماسي من الدوحة واكتفى وزير الخارجية سيرغي لافروف بالاشارة الى ان "عودة فيتيسوف جاءت نتيجة الجهود التي بذلت" خلال الفترة الماضية، متعهداً مواصلة الجهود لتمكين المواطنين الآخرين من العودة في اسرع وقت الى روسيا.