سببت تداعيات اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربايف بتفجير سيارته في قطر في 13 الشهر الجاري، ازمة في العلاقات الروسية -القطرية، بعد توجيه الادعاء في الدوحة التهمة الى روسيين بالتورط في الجريمة، وردت موسكو بعنف على ذلك، مطالبة بإطلاق الموقوفين اللذين اعترفت انهما ينتميان الى الاجهزة الخاصة في روسيا وكانا في مهمة استطلاع في سفارة بلدهما، نافية تورطهما في الحادث. حملت موسكو بعنف على القيادة القطرية واتهمتها بتقديم تسهيلات للنشاط الارهابي. ووصف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الاتهامات الموجهة الى اثنين من عملاء الاجهزة الخاصة الروسية في قضية مقتل الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندربايف بأنها "لا اساس لها". وطالب الدوحة ب"الافراج فوراً" عن الروسيين وحملها "مسؤولية كاملة عن مصيرهما". واستدعى ايفانوف السفير القطري لدى روسيا سعد الكبيسي امس. وأبلغه رسالة شديدة اللهجة نشر موقع الخارجية الرسمي نصها. ووصف الوزير الروسي عملية اعتقال موظفين تابعين للاجهزة الخاصة الروسية بأنها "عمل استفزازي". وكانت قطر اعتقلت ثلاثة اشخاص ليل 18 - 19 الشهر الجاري، وأفرجت عن احدهم لاحقاً كونه يحمل جواز سفر ديبلوماسياً وبعد تدخل مبعوث روسي خاص، فيما وجهت اتهاماً الى الآخرين بالضلوع في عملية اغتيال ياندربايف. وقال ايفانوف ان المعتقلين من عناصر الاجهزة الخاصة الروسية وكانا اوفدا الى السفارة الروسية في قطر في مهمة عمل تنحصر في اطار "معلوماتي - تحليلي يتعلق بالحرب على الارهاب". وأضاف ان العميلين دخلا الاراضي القطرية في شكل قانوني، وقاما بتحركات لا تخرج عن نطاق جهود التحالف الدولي المعادي للارهاب، الموجهة نحو كشف مصادر التمويل وتحديد آليات وصولها الى المنظمات الارهابية. ودان الوزير الروسي في شدة استخدام "الاسلحة والعنف الجسدي" لاعتقال الروس في الدوحة. وأضاف ان "السلطات في قطر لم تكتف بتوقيف المواطنين الروس بالقوة، بل لم تبلغ ايضاً السفارة الروسية في الدوحة، منتهكة بذلك االمبادئ الاساسية للقانون الدولي"، كما انها "منعت لقاء ممثلي السفارة معهما"، في ما اعتبره "مخالفة فظة للأعراف المتبعة". ورفض ايفانوف الاتهامات التي وجهت الى الروس. وقال ان "محاولة السلطات اتهامهما بقتل ياندربايف لا اساس لها وهما غير متورطين في الحادث". وكرر نفي تورط بلاده في حادث اغتيال ياندربايف، لكنه قال ان الاخير كان يدير نشاطاً ارهابياً انطلاقاً من الاراضي القطرية. وأضاف ان "القيادة القطرية لم تكتف بعدم الالتزام بتعهداتها الدولية في مكافحة الارهاب وعمدت الى حماية ياندربايف وتوفير غطاء واسع له لاقامة الاتصالات وجمع الاموال" لدعم النشاط الارهابي. ولفت الى ان الرئيس الشيشاني السابق قاد عملية احتجاز رهائن في مسرح روسي من مقره في الدوحة. مثول المتهمين في الدوحة وفي الدوحة، نقل المتهمان وسط إجراءات أمنية مشددة امس، الى مبنى "المحاكم العدلية"، حيث استمع الى أقوالهما قاضٍ في المحكمة الجنائية الكبرى محكمة مدنية، في خطوة تعني أن النيابة العامة وجدت من خلال التحقيقات ما يستدعي توجيه الاتهام اليهما بعد وضع اليد على خيوط القضية. وجاء ذلك غداة اعلان الداخلية القطرية مساء أول من أمس أن "النيابة تولت التحقيق مع الشخصين واستجوبتهما ووجهت اليهما الاتهام بارتكاب الجريمة". وساد اعتقاد أن محاكمة الاثنين ستكون علنية عندما تعقد المحكمة المدنية جلسات مقبلة.